40المختلفة خصوصاً في مجالي الفقه والكلام - فقد بلغت الأحاديث المأثورة عنه وعن أبيه الباقر عليهما السلام ما يفوق الأحاديث المأثورة عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وجميع الأئّمة عليهم السلام ، وهذا ما يكشف عن شدّة معاناة آبائه من التضييق والخناق في تبليغ الشريعة ، واغتنامه الكامل للفرصة المتاحة له من أجل نشر المعارف الحقّة وصيانة دين جدّه صلى الله عليه و آله - نسب إليه مذهب أهل البيت ، فسمّي بالمذهب الجعفري ، فهو ناشر هذا المذهب ومشيّد أركانه .
وممّا روي عنه من الحكم قوله : «
مَن أنصَفَ الناسَ مِن نَفسِهِ رُضِيَ بِهِ حَكَماً لِغَيرِهِ» 1 ، وقوله : «
الدَّينُ غَمٌّ بِالليلِ ، وذُلٌّ
بِالنَّهارِ» 2 ، وقوله : «
ما أقبَحَ الانتِقامِ بِأهلِ الأقدارِ» 3 ، وقيلَ لَهُ : مَا المُرُوَّةُ ؟ فقالَ : «
لا يَراكَ اللّٰهُ حَيثُ نَهاكَ ، ولا يَفقِدكَ مِن حَيثُ أمَرَكَ» 4 .
عاش عليه السلام في فترة ترعرعت فيها الفرق والمذاهب المختلفة ، فأخذ كلّ مذهب منها يذبّ عن نفسه ، فبدت