21
بسم الله الرحمن الرحيم
نَحْمَدكَ اللهمّ يامَنْ شَرَعَ لنا مَسالكَ الأحكام،وشَرَحَ لنا مَناسكَ حجِّ بيتِه الحرام، ونَشْكُرُكَ على ما فَضَّلْتَنا به مِن فضائلِ الإكرام،وغَمَرْتَنا به مِن جَلائلِ الإنعام،ونُصلِّي ونُسَلِّمُ على نبيِّك محمَّدٍ الداعي إلى دار السلام،أشْرَفِ مَنْ طافَ بالبيت الحرام،وسَعىٰ بينَ الرُكنِ والمَقام،وعلى آله المخصوصينَ بالتطهير مِن بينِ الأنام،صلاةً وسلاماً دائمَيْنِ بدَوام اللَيالي والأيّام.
وبعدُ،فهذه جملةٌ كافِلةٌ ببيان واجبات الحجِّ والعمرة،ونبْذَةٌ مِن سُنَنِهما الفِعليّة، وأذكارِهما اللفظيّةِ،ووظائِفِهما القلبيّةِ،حاوَلْتُ فيها بَسْطَ اللفظِ وسُهولةَ المعنى؛طلباً للتسهيل،ورَجاءً للثواب الجزيل.
ورَتَّبْتُها على مقدِّمةٍ ومقالتينِ وخاتمةٍ.
أمّا المقدِّمةُ فاعْلَمْ أنّ الحجَّ ركنٌ عظيم من أركان الإسلام،ومفهومه مشتهِرٌ بينَ ذَوَي الأفهام،وتعريفُه الصِناعي مع عِزّة سلامتِهِ لا يَليقُ بحثُه بهذا المَقام،والحَثُّ عليه في الكتاب والسُنَّة أوْضَحُ دليلاً لمَنْ فَكَّرَ في ذلك مِن العالَمينَ،وناهِيك بقوله تعالى:
«وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ»
1
.وفي الآية ضُروبٌ من التأكيد عليه جَليّةُ المباني تُعْلَمُ مِن صِناعة المَعاني.ونحوُها من السُنَّةِ المُطَهَّرةِ قولُه صلى الله عليه و آله:«مَنْ وَجَبَ عليه الحَجُّ و لم يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إنْ