5
اقل ما يجب معرفته من احكام الحج و العمرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للّه مُسَهِّلِ الصِعاب ومُيَسِّرِ الحساب،
والصلاة على أشرف الأحباب،وعلى آله وأصحابه خيرِ آلٍ وأصحاب.
وبعدُ،فهذه جملةٌ كافِلةٌ ببيان أقلِّ ما يجب معرفتُه من أحكام الحجِّ والعمرةِ؛تسهيلاً على المكلَّفين وتيسيراً على المتعلِّمين،فإنّ التيسيرَ مُرادُ الله تعالى،وهو حَسْبُنا ونعم المُعِين.
اعلم أنّ الواجبَ على الآفاقي-وهو من نأىٰ منزلُه عن مكّةَ بمرحلتينِ مع استطاعته إلى الحجّ-حجُّ التَمتُّع،وهو الذي تُقَدَّمُ عُمرتُه على حَجِّه.
والواجبُ إذا وَصَلَ إلى ميقات الإحرامِ-وهو مسجدُ الشَجَرة لمن حَجَّ على طريق المدينة،والجُحْفَةُ لمن حَجَّ على طريقِ مصرَ،ويَلَمْلَمُ [ لأهل اليمن و] لمن مرَّ به، والعَقيقُ لأهل العِراقِ ومن في معناهم،ومُحاذِي أحدِ المواقيتِ ولو ظنّاً لمنْ لم يُصادِفْ طريقُه أحَدَها-أنْ يُحْرِمَ منه بأنْ يَنْزِعَ المخيطَ ويَكْشِفَ رأسَه وقدَمَيْه إلّاما يتوقّفُ عليه لُبْسُ النعلَيْنِ إنْ كان رجلاً،ويُزيلُ ما على بدنه مِن رائحة الطِيْبِ.
ثمّ ينوي العمرةَ،وصِفتُها:«أُحْرِمُ بعمرة التمتُّع لوجوبه قربةً إلى الله»،ولو اقتصر على قوله-ناوياً:«أُحْرِمُ بالعمرةِ لِلّه»كفى.ثمّ يُلبّي ناوياً:«أُلَبّي لوجوبه قربةً إلى الله»،ويكفي«أُلَبّي لِلّه»ويقول:«لَبّيْك اللهمَّ لَبَّيْك،لَبَّيْك،إنّ الحمدَ والنِعمةَ والمُلكَ لك، لا شريكَ لَكَ لَبَّيْك».
ويُسَنُّ قبلَ الإحرامِ توفيرُ شَعْر الرأس من أوّل ذي القَعدة،والتنظيفُ عندَه بإزالة شَعْر العانةِ والإبْطِ وقصِّ الأظْفارِ،والغُسلُ،ثمّ يُصَلّي سُنَّةَ الإحرام،وهي سِتُّ ركعاتٍ،