9
اَللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً » 1.
ويقول سبحانه في موضع آخر: «وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّٰهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ » 2.
والآية وان وردت والنبي على قيد الحياة إلّاأن المورد لايخصص لان النبي صلى الله عليه و آله و سلم حي يرزق كيف وهو يرد سلام صلّى عليه وكيف لا يكون حياً وهو نبي الشهداء وهؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون، فمن زار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وطلب منه الاستغفار سوف يكون قد عمل بالآية الشريفة.
وقد فهم ألباب الأُمة وعقلاؤها أن الآية لا تشير إلى مدة حياته بل تعم الدنيا إلى آخرها لذلك كتبت هذه الآية فوق قبره الشريف لكي لا يغفل الزائرون عن هذه النعمة العظيمة.
ثم ان العلّامة السبكي نقل في «شفاء السقام» فتاوى فقهاء المذاهب وان الجميع متفقون على استبحاب زيارته نقل أيضاً عن فقيه الحنابلة.
قال: وكذلك نصّ عليه الحنابلة أيضاً ؛ قال أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذانيّ الحنبلي في كتاب «الهداية» في آخر باب صفة الحجّ: وإذا فرغ من الحجّ استحبّ له زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وقبر صاحبيه.
وقال أبوعبداللّٰه محمّد بن عبداللّٰه بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن إدريس السامريّ في كتاب «المستوعب»: باب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ، وإذا قدم مدينة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم استحبّ له أن يغتسل لدخولها، ثمّ يأتي مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ويقدّم رجله اليمنىٰ في الدخول، ثمّ يأتي حائط القبر، فيقف ناحية، ويجعل القبر تلقاء وجهه، والقبلة خلف ظهره، والمنبر عن يساره... وذكر كيفيّة السلام والدعاء إلى آخره.
ومنه: اللّهم إنّك قلت في كتابك لنبيّك عليه السلام : «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ... » 3، وإنّي قد أتيت نبيّك مستغفراً، فأسألك أن توجب لي المغفرة، كما أوجبتها لمن أتاه في حياته، اللّهم إنّي أتوجّه إليك بنبيّك صلى الله عليه و آله و سلم ... وذكر دعاء طويلاً.
ثمّ قال: وإذا أراد الخروج عاد إلى قبر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فودّع.