8وقوله: «متعمداً» أي يكون مجيئه لمحض الزيارة لا لشيء آخر تكون الزيارة مقصودة بالتبع.
روى ابن قولويه بسنده عن أبي حجر الاسلمي قال قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم : «من أتىٰ مكة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي» . 1ومراده من الجفاء هو عدم الشفاعة.
وقد أورد ابن قولويه في هذا الباب أزيد من عشرين حديثاً في استحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم .
وما هذا إلّالأن الحضور لدى قبره الشريف نوع تقدير وعرفان لجميل ما بذله في سبيل هداية الاجيال وما تحمل في سبيل ذلك من الجهود المضنية.
إن للإمام الرضا عليه السلام كلمة قيمة في زيارة مراقد القادة من النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأئمة أهل البيت حيث قال: «إن لكل إمام عهداً في عتق أوليائه وشيعته وان من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم» 2.
هذا وكانّ الزائر في حرم النبي صلى الله عليه و آله و سلم يخاطب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بقوله: لو إن الانصار بايعوك في العقبة الثانية لأن يذبوا عنك كما يذبون عن انفسهم وأولادهم أو أن المهاجرين والانصار بايعون تحت الشجرة للذب عن رسالتك فها أنا ابايعك في حرمك للذب عن المثل العليا في رسالتك السماوية المقدسة بما اوتيتُ من حول وقوة من اللّٰه سبحانه ناشراً الوية التوحيد في ربوع العالم، محطماً أوتاد الشرك وأصنامه.
فلو كان السياح يسير في الأرض لزيارة المواقع التاريخية والمناظر الطبيعية الجميلة فها أنا قطعت الفيافي لزيارة مرقدك، فإن لم اتمكن من تقبيل يدك فانا اقبل تربة القبر الّذي ضم جسدك الشريف.
طلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه و آله و سلم
إن الذكر الحكيم يحث المسلمين أو طائفة منهم على الحضور عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم ليستغفر لهم بعد استعفا قال سبحانه: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا