14محمّداً رسول اللّٰه) إذ أنّ الشهادة الاولى كانت تعني جمع العرب - ومن ثم العالم - على اعتقاد واحد ، بوحدانية المعبود وترك الآلهة والأصنام الموجودة عندهم ، والشهادة الثانية تعني إنهاء حالة التعددية القيادية والمناحرات القبلية ، والاجتماع على قائد واحد ، وهو رسول الإنسانية ، أي إنّ الإسلام أراد توحيدهم باللّٰه سبحانه وتعالى اعتقادياً ، وبمحمد بن عبداللّٰه صلى الله عليه و آله قائداً روحياً وسياسيّاً واجتماعيّاً ، لأنّ وحدة الفكر والقيادة من الأمور التي تقوّي الأمة وترفع شأنها ، بخلاف التعددية المؤدّية إلى الفرقة والاختلاف و الضعف .
وإليك الآن بعض الشيء عن التعبّد والمتعبّدين والاجتهاد والمجتهدين ، ودور كل واحد منهما في الوضوء النبوي على سبيل الإجمال .
التعبد والمتعبدون
قلنا لك بأنّ القرآن المجيد والسنة النبوية لم يقبلا بالتعددية بل جاءا ليحطّما الاعتقاد الجاهلي - المبتني على حبّ الذات والطمع في الرئاسة - إذ أكّد سبحانه في القرآن المجيد مراراً و بعدة أساليب على وجوب اتّباع النبي صلى الله عليه و آله الأمّي؛ بمثل قوله : «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ» 1 ، وقوله : «وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللّٰهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰائِزُونَ» 2 ، وقوله : «يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لاٰ تُبْطِلُوا أَعْمٰالَكُمْ . . .» 3 ، وقوله : «إِنَّمٰا كٰانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذٰا دُعُوا إِلَى اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا وَ أُولٰئِكَ هُمُ