9بشكل واضح طرق الدّعوة، حيث إنّه ابتدأ هذه الدّعوة بالحكمة لا بالجهل، ثمّ بالموعظة الحسنّة لا بفضاضة الخلق، ثمّ أعقبها الجدال بالّتي هي أحسن.
فإنّنا نجد في أيّامنا هذه وللأسف الشّديد أنّ كثيراً ممّن يتصدّى إلى الدّعوة الإسلاميّة، بأنّهم يبتعدون كلّ البعد عن هذه الأخلاقيات القرآنيّة العظيمة، فإنّك لا تجد في دعوتهم أي حكمة، ولا أي موعظة حسنة، ولا أي جدال بالّتي هي أحسن، حيث إنّهم يبدؤون بتكفير الآخر وإضفاء لغة العنف، حتّى أنّهم ينتهون بالوصول إلى لغة التّحريض على القتل.
أمّا لماذا كانت هذه الحوارات في أصل العقيدة؟ فهو يرجع إلى بدايات تفكري وتأملاتي، فقد وجدت أنّي قد أكون على خطأ في امور ثانويّة تتعلّق بالعقيدة، وهذا بلا شكّ سيدخلني في باب الخطيئة، ولكن في نفس الوقت سيكون هذا الأمر قريباً من باب التّوبة والهداية والغفران بفضل الله ومساعدته، كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَوٰاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ). 1ولكن عندما يكون الأصل فيما اعتقد فيه، هو طريقاً آخر غير طريق الهداية، والّذي سيفضي في النّهاية إلى طريق الهلاك، هذا ما أدخل الرعب في قلبي وجعلني أبحث بكلّ ما استطيع عن طريق