8على المحاور أن يؤمن بأنّ الحوار خالص لوجهالله تعالى، ولا يكون لهوى النفس، ولا لأي عصبية ضيقة، مدخلاً أو أساساً في بلورة عقيدته، حتّى لو كانت فكرة بسيطة، فقد قال الله عزّ وجلّ: ( قُلْ إِنَّ صَلاٰتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيٰايَ وَ مَمٰاتِي لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ ). 1ثانياً: يجب أن يبنى الحوار على أساس المعرفة، وأن لا ينطلق المحاور من نقطة جهل، أو عدم إدراك، حتّى لا يكون ذلك الحوار عبارة عن نقاشى عقيم لايمت إلى الحقيقة بأي شكل من الأشكال، فقد قال الله عزّ وجلّ ( هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ حٰاجَجْتُمْ فِيمٰا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمٰا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ ). 2ثالثاً: اسلوب الحوار، وهو من الاُمور المهمّة جدّاً، حيث إنّ الاُسلوب هو ما سيشكّل الاُطر الأساسيّة للحوار وكيفية بناء صيغة الأخذ والردّ والاستماع والإجابة، وكيفية جعل الحوار حواراً بناءً لا جدالاً هدّاماً يوسّع هوة خلافاتنا ويؤسّس قواعد للكراهية والابتعاد عن جوهر العقيدة الإسلاميّة، فقد قال الله عزّ وجلّ ( ادْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ). 3 فلو تأملنا بالمعاني العظيمة لهذه الآية الكريمة نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد حدّد