7في نقاشات جانبية تبعد القارئ عن أصل الفكرة المحوريّة.
أمّا بالنسبة إلى اعتمادي لغة الحوار، فذلك راجع إلى سبب رئيسي وأساسي، ألا وهو أنّ لغة الحوار هي لغة القرآن الكريم، والّذي أنشأها الله عزّ وجلّ، وجعلها منهجاً وأساساً لنا في فهمنا وتطبيقنا للشريعة الإسلاميّة، فعند النّظر ملياً في لغة القرآن سنجد أنّ الله عزّ وجلّ قد صوّر لنا بلوغ قمة ما يرتقي به الخطاب يكمن في لغة الحوار للتعاطي مع جميع مايدور حولنا من أفكار وأفعال؛ ليجعل منّا نحن البشر نرتقي بأفكارنا وأفعالنا إلى المنطق الحضاري السّليم، فلغة الحوار استعملها الله عزّ وجلّ مع الملائكة، وهم خلق الله الّذين يمثلون الإيمان والطّاعة والتّسليم له عزّ وجلّ، واستعملها سبحانه وتعالى أيضاً مع إبليس الّذي يمثل الكبر والعصيان لأمره عزّ وجلّ، فعند النّظر ملياً سنجده بكبريائه وعظمته تعالى قد جسّد لنا عظمة لغة الحوار، في أن أعطى نفس الحقّ في الاعتقاد ونفس الفرصة في الردّ إلى كلّ من أطاعه ومن عصيه، مع أنّه هو الحقّ، وهو القادر المقتدر.
ولكن عندما نتصفّح القرآن الكريم نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد جعل شروطاً وضوابط لاستكمال مستلزمات الحوار، حتّى يجعل من وسيلة التّفاهم البشريّة ترتقي إلى اللغة المثاليّة، الّتي توصلنا إلى التّكامل في الفهم وإدراك الحقائق كما يجب، ومن تلك الشّروط:
أوّلاً: أن تؤمن بما تحاور من أجله، وفي هذه الحوارات يجب