10الحقّ، فمنذ البداية كان الهدف المحوري والنّقطة الأساسيّة في بحثي، هو أصل العقيدة، والآيات الكريمة جاءت كثيرة في هذا الباب، ومنها قوله تعالى: ( أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ تَقْوىٰ مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ وَ اللّٰهُ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ ) 1، وقد جاء الإيمان قبل العمل الصالح في كثير من إشارات القرآن الكريم؛ وذلك كدلالة على أنّ العقيدة الصّحيحة هي المدخل إلى الهداية والصّلاح، كما في الآية الكريمة: ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ). 2ومن الاُمور الّتي وجدت أن نذكرها هنا، هي أنّ الانتساب إلى دين أو مذهب إنّما يجب أن يكون انتساباً عقائديّاً، أي يجب أن نؤمن بما نتّبع من فكر ومنهج، ولا نكون كمن وصفهم الله عزّ وجلّ في كثير من آيات القرآن بأنّهم وجدوا آباءهم على تلك العقيدة، وهم على آثارهم سائرون وأذكر من تلك الآيات ( وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ قٰالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مٰا وَجَدْنٰا عَلَيْهِ آبٰاءَنٰا أَ وَ لَوْ كٰانَ الشَّيْطٰانُ يَدْعُوهُمْ إِلىٰ عَذٰابِ السَّعِيرِ ) 3، وفي آية اخرى: ( قٰالُوا بَلْ وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا كَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ ) 4، فهنا يأمرنا الله تعالي على أن نتّبع ما نؤمن به نحن لا ما يؤمن به آباؤنا، لهذا فإنّ من الواجب على كلّ إنسان أن