11يبحث عن الحقيقة بنفسه، وأن يؤمن بما يعتقد أنّه هو الصّحيح.
وبعد التّوكّل على الله تعالى اريد أن أضع بين يدي القارئ الكريم ما دارت به من حوارات وتأملات مع نفسي، وقد حاولت جهد إمكاني هنا أن أصيغ تلك الحوارات بشكل يكون الطّرف الآخر فيها هو القارئ، واُريد أن أذكر إلى أنّ الأفكار المطروحة هي عبارة عن وجهات نظر قد تندرج تحت باب الصّواب أو تحت باب الخطأ، وأنّي قد قطعت عهداً على نفسي مع الله بأنّي سأستمع إلى أي رأي وأتفكر فيه مادام الغرض منه هو الوصول إلى طريق الهداية، ألا وهو الطريق الّذي سيؤل إلى رضوان الله تعالى، وإن شاء الله سنصل معاً إلى الحقيقة، كما أرادها الله عزّ وجلّ، وكما أمرنا أن نأخذ بها وأن نتخلى عن حجّتنا عندما تصبح داحضة، وكما حذّرنا وبيّن لنا في محكم كتابه العزيز: ( وَ الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مٰا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دٰاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ عَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ شَدِيدٌ ) 1، وأن لا نكون كمن يجادل لغرض الجدال مبتعداً عن الحقّ، كما وصف لنا الله تلك الحالة في الآية الكريمة: ( وَ لَقَدْ صَرَّفْنٰا فِي هٰذَا الْقُرْآنِ لِلنّٰاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ). 2وأيضاً أمرنا الله الابتعاد عن التّطرّف والغلو عندما ننوي الذّهاب إلى أي حوار مع أي من كان، وأن نبدأ بروح التّواضع والانفتاح على