12الآخرين، بما سيتيح لنا الفرصة في التّفكّر والتّأمّل والوصول إلى الحقيقة، وقد وجدت في الآية الكريمة: ( وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ ) 1، أنّها البداية المثالية للاُسلوب الحضاري، الّذي يقوم على أساس أنّ الحوار يبدأ بصورة متكافئة بين الطّرفين، والّذي سيؤدي إلى الارتقاء في حواراتنا كمسلمين إلى صفوة البشر، ونكون كما قال عنّا ربّ العزّة: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ لَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتٰابِ لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفٰاسِقُونَ ). 2الشّيء الآخر المهمّ الّذي أردت أن أتطرق إليه قبل الدّخول في صلب الموضوع، هو أنّي حاولت الاعتماد في تلك الحوارات على أحاديث تعتبر على أنّها أحاديث صحيحة للأطراف المتحاورة؛ لتكون بذلك حجّة في موضع الحوار، ممّا سيحافظ على تلك الحوارات، ويجعلها في محيط دائرة المساحات والأرضيات المشتركة، الّتي يتعاطى فيها جميع المتحاورين، ولأمانة النقل فقد حرصت على أن أضع تلك الأحاديث بكاملها وفي صورتها الأساسيّة، الّتي وجدتها عليها. والله ولي التّوفيق.
سعد حميد