27المهمُّ من كُلِّ هذا أنْ نعرف أَنَّ الحوار بين المختلفين يجب أن يستأنس بمباحث القطع استئناساً يهذّب العقول ويلطّف النُّفوس، ويجعل المناظرة قائمةً على الاحتياط في أحكام القيمة والتَّثبُّت والتَّبيُّن. فإذا أدركنا ذلك، كان لا بدَّ من الحديث عن الغاية الأخلاقية والدِّينية والإنسانية التي تؤطِّر الحوار المذاهبي، أعني: أنْ يكون المتناظران يريدان دينياً وجهالله في إحقاق الحقّ، فلا حيلة مع الله أمام من يحاول ركوب متن المكابرة و المراءاة.
و أمَّا الغاية الأخلاقيَّة، فهي أنْ يكون الحوار والمناظرة هادفةً إلى تهدئة النُّفوس ونزع ما من شأنه تجييشها وتهيئتها لتكون مطيّةً للشّيطان. وأمَّا إنسانياً؛ فلأنَّ إدراك الحقيقة والمعرفة مطمحٌ إنسانيٌّ على كُلِّ حال.
وعلى هذا الأساس يمكننا الحديث عن ضربٍ بديلٍ