25الجاهل هنا جَهل مرَّتين بالمطلوب؛ جهل بالمحمول، وجهل بحقيقة الجهل بالمحمول.
فمن قال - مثلاً - لمؤمن: إنّك كافرٌ، فهو جاهل بحال المؤمن في الواقع، وجاهل أنَّه يكون جاهلاً. ولذا فهو قد جهل مرّتين، و إنْ شئتَ فقل: ظلم مرّتين، بخلاف الجهل البسيط فإنَّه جهلٌ مرّة واحدة بالمحمول، يلازمه علم بالجهل بالمحمول.
و كيف كان، فعلى الأقلّ لن يكون الجهل المركّب في مجال الاعتقاد علماً. فالخوارج الذين طلبوا الحق فلم يصيبوه، كان التَّشديد عليهم ليس بأقلّ مِمَّن طلب الباطل فأصابه؛ لجهة اعتبار النّوايا، و حوربوا لمَّا حاولوا أنْ يرتبِّوا آثاراً عمليَّةً على جهلهم المركّب. فإنَّ القاطع بكفر المؤمن يستبيح دمه وعرضه و ماله.
و من هنا تظهر أهميَّة استمرار النِّقاش، وبأن لا يقطع المعتقد في مجال المناظرة إلا بدليل؛ لإنَّ منهج