67
مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) -أنّ الله تعالى وعد عبده وخليله إبراهيم عندما أمره بإشهار هذه الدعوة...إستجابة عباده لهذه الدعوة، (B يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ ) .
فكأنّ الدعوة من الله لعباده،وإشهار الدعوة بأمر من الله،والاستجابة للدعوة بضمان ووعد من الله تعالى لعبده وخليله إبراهيم(ع).
ومنذ أنّ وعد الله-تعالى-إبراهيم عبده وخليله بالاستجابة لهذه الدعوة يُقْدم في كلّ عام حشد غفير من الحجاج من الميقات إلى البيت الحرام ليلبّوا هذه الدعوة.
الدعوة إلى التلبية الطوعية:
وكل ما في هذا الكون يلبّي أمر الله طائعاً،منقاداً في كلّ شيء لله تعالى،إلاّ أنّ الله-تعالى-أكرم الإنسان بالدعوة إلى عبادته وطاعته طوع إرادتهم،وأكرمهم بهذه التلبية الطوعية.
وتختلف التلبية«الطوعية»عن التلبية«القهرية»أنّ الحركة منّا إلى الله حركة واعية،وبالحركة الواعية يبلغ الإنسانمن الكمال والعروج إلى الله ما لا يصله بغيرها.
وهي ميزة وتكريم خصّ الله بها من اصطفى من خلقه؛والنقطة المقابلة لهذا التكريم هي«السقوط»والهلاك إذا رفض الإنسان الاستجابة لله طوعاً،وعن إختيار؛إنّ في كل استجابة طوعية لدعوة الله تعالى عروج إلى الله،وفي كل إعراض وصدود عن الله تعالى سقوط وهلاك.
وخصّ الله الإنسان وأكرمه بهذا الخيار«الصعب» (B إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) 1.