59والذي يقرأ اهتمام القرآن بأمْن هذا البيت لا يشك في أنّ للأمن دوراً أساسياً في رسالة البيت.
وقد كان (أمن البيت) من دعاء إبراهيم(ع).
(B وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً ) . 1(B وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً ) . 2وبين الدعاءين فرق.
في الدعاء الأول يدعو إبراهيم(ع) أن يجعل الله الكعبة بلداً أمناً،ويبدو أنّ هذا الدعاء كان قبل أن يحل الناس بجوار الكعبة فيكون بلداً،فدعا الله تعالى أن يجعل البيت بلداً آمناً.
وفي الدعاء الثاني يدعو الله تعالى أن يجعل هذا البلد آمناً،ويبدو أن الدعاء كان بعد أن حلّ الناس بجوار البيت.
ومن اهتمام القرآن بأمن البيت:القَسَمُ بالبلد الأمين،يقول تعالى: (B وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ * وَ طُورِ سِينِينَ * وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) 3.
ويمنّ الله تعالى على المؤمنين:أن جعل لهم الحرم آمناً،تجبى إليه الثمرات من كل حدب،ومكّنهم منه...
(B أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبىٰ إِلَيْهِ ثَمَرٰاتُ كُلِّ شَيْءٍ )
4
.
فقد مَنَّ الله تعالى عليهم إذن،في هذه الآية مرتين.
مَكَنَّهم من حرمه،بعد أن كان بيد المشركين وتحت نفوذهم وهذا هو المنّالأول.