36الىالبيت.
والحالة الأخرى هي حالة اللاانتماء،وهي حالة لا حضارية يفقد فيها الإنسان الإحساس بالعلاقة العضويّة بالمجتمع الذي يعيش فيه،ويفقد فيها الإحساس بالتآلف والتعارف،ويسيطر عليه شعور غريب ب-(الغربة)،وهذه الحالة هي حالة الإنسان الذي لا ينتمي الى بيت.
ومن يقرأ رواية (الغريب) 1...يشعر بصورة دقيقة بعمق الشعور بالغربة في نفس الإنسان المعاصر،وهذه هي حالة عدم الانتماء الى بيت يجمع شمل المجتمع.
إذن في حياة الناس حالتان:حالة البيت،وحالة اللابيت.
وحالة البيت ليست حالة واحدة،بل حالتين:بيت التوحيد وبيت الشرك،ونتحدث الآن عن هذين البيتين في حياة الناس.
بيت التوحيد وبيت الشرك:
يعبّر كل من هذين البيتين عن حالة الإنتماء الحضارية في حياة الإنسان،غير أن البيت الأوّل انتماء الى أسرة التوحيد،والبيت الثاني انتماء الى أسرة الشرك،وكل منهما انتماء،ولا يصح أن نتصور أن حالة الشرك والكفر لا تعبر عن الإنتماء غير أن الانتماء انتماءان.
وكل من هذين الإنتماءين يتألّف من نسيج حضاري تحكمه شبكة من العلاقات العضوية.والقرآن يقرر هذه الحقيقة في كل من هذين البيتين،يقول تعالى عن العلاقة العضوية داخل البيت الأول: (B وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) 2الذين آووا ونصروا في التاريخ،وعلى وجه الأرض أسرة واحدة،أينما كانوا من الأرض،ومن التاريخ...بعضهم أولياء بعض،ولا تضعف وشيجة