35والدار التي يسكنها الإنسان هي الأخرى سكن وقرار له.يقول تعالى: (B وَ اللّٰهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ) 1.
3-إضافةً الى ما يتذوقه الإنسان في البيت من (السكن والاستقرار النفسي)...يجد في البيت (الأمان) أيضاً،فإنَّ للبيت في المجتمعات البشريّة حرمة وأماناً،وقد يخترق الظالمون هذه الحرمة ويدخلون الرعب الى (البيوت)،ولكن يبقى الأصل في (البيت) الحرمة والأمان،وليس لأحد الحقُّ أن يخترق هذه الحرمة والأمان إلا بموجب القانون الذي يحمي حرمة المجتمع وأمن المجتمع; وحرَّم القرآن على الذين آمنوا أن يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم إلا بعد الاستيناس والسلام والإذن من أصحابها،يقول تعالى: (B يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّٰى تَسْتَأْنِسُوا وَ تُسَلِّمُوا عَلىٰ أَهْلِهٰا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهٰا أَحَداً فَلاٰ تَدْخُلُوهٰا حَتّٰى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَ إِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكىٰ لَكُمْ وَ اللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) 2.
(البيت) والانتماء الحضاري
يعيش الناس على وجه الأرض على حالتين حالة الانتماء الحضاري وحالة اللاانتماء،والحالة الأولى هي:حالة الحياة البيتية،والحالة الثانية هي:حالة الغربة الحضارية واللاانتماء.
وحالة (البيت) هي حالة الانتماء والتآلف والتعاون،وفي هذا النمط من الحياة يُحِسّ الإنسان بالعلاقة العضوية بالمجتمع الذي يحتضنه ويؤويه،ويتذوق التآلف والتعارف في الحياة الاجتماعية،وهذه الحالة هي حالة الإنسان الذي ينتمي