30وحده،فإذا حشر نفسه في الجماعة المؤمنة،وانصهر في وسط الأُمّة،هان عليه السير،واستطاع أن يطوي معهم هذا الطريق بكفاءة،وجدارة،ويسر.
لذلك نقول في الصلاة،ونكرّر في كلّ يوم عشر مرات: (إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ ) ،بصيغة الجمع،وليس بصيغة المتكلم لوحده،فإنّ الطريق إلى الله طريق صعب،وليس من شك أنّ سلوك هذا الطريق وطيّ هذه المسافة مع الجماعة المؤمنة،آمن،وأسلم،وأيسر.
و لذلك نجد أنّ الطريق إلى الله تعالى يتمّ في الإسلام عبر الحضور في الجماعة المسلمة،والانصهار فيها،وليس بمعزل عنها.
الأبعاد الثلاثة للحج:
تلك هي المراحل الثلاثة التي يرسمها الحج،بلغته الرمزية الخاصة:
1- مرحلة تجاوز الذات.
2- مرحلة الانصهار في الجماعة.
3- مرحلة الحركة إلى الله.
و هذه المراحل الثلاثة هي الأطراف الثلاثة في علاقات الإنسان،فإنّ للإنسان علاقة بالله تعالى أولاً،وعلاقة بالمجتمع ثانياً،وعلاقة بنفسه ثالثاً.
و هذه العلاقات الثلاثة منظورة جميعاً في الحج في هذه المراحل الثلاثة،ومن عجب أن تكون علاقة الإنسان بالجماعه وانصهاره فيها،هو الجسر الذي يوصل الإنسان إلى الله تعالى،وليس هو الحاجز والحجاب والعقبة،كما في التصورات الرهبانية المجافية لروح هذا الدين.
***