32القرآن من التحريف ، وأنّ الأيدي الجائرة لن تتمكّن من التلاعب فيه» . 1وقال الأستاذ العلاّمة الشيخ محمدهادي المعرفة : «هذه الآية الكريمة ضمنت بقاء القرآن وسلامته عن تطرّق الحدثان عبر الأجيال .
وهو ضمان إلهي لا يختلف ولا يتخلّف وعداً صادقاً إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُخْلِفُ الْمِيعٰادَ.
وهذا هو مقتضى قاعدة اللطف : «يجب على اللّٰه تعالى - وفق حكمته في التكليف - فعل ما يوجب تقريب العباد إلى الطاعة وبعدهم عن المعصية» . ولا شكّ أنّ القرآن هو عماد الإسلام وسنده الباقي مع بقاء الإسلام ، وهو خاتمة الأديان السماوية الباقية مع الخلود ، الأمر الذي يستدعي بقاء أساسه ودعامته قويمة مستحكمة لا تتزعزع ولا تنثلم مع عواصف أحداث الزمان . وأجدر به أن لا يقع عرضةً لتلاعب أهل البدع والأهواء ، شأن كلّ سند وثيق يبقى ، ليكون حجّة ثابتة مع مرّ الأجيال .
وهذا الضمان الإلهي هو أحد جوانب إعجاز هذا الكتاب ، حيث بقاؤه سليماً على أيدي الناس وبين أظهرهم ، وليس في السماء في البيت المعمور في حقائب مخبوءة وراء الستور . ليس هذا إعجازاً ، إنّما الإعجاز هو حفظه وحراسته في معرض عامّ وعلى ملأ الأشهاد . 2