332- قوله تعالى : «وَ إِنَّهُ لَكِتٰابٌ عَزِيزٌ * لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» 1
هذه الآية تؤكّد بأنّ القرآن كتاب عزيز نزل من عند العزيز الّذي هو حكيم وحميد وأنّه لا طريق للباطل إليه من أيّة جهة من الجهات ، فالمنصف إذا أمعن النظر يفهم أنّ هذا القرآن مصون ومحفوظ من التحريف وسليم من حوادث الزمان .
قال الأستاذ العلاّمة الشيخ محمد هادي المعرفة :
«هذه الآية أصرح دلالة من الآية الأولىٰ ، فقد وعد تعالى بصيانته من الضياع وسلامته من حوادث الأزمان ، مصوناً محفوظاً يشقّ طريقه إلى الأمام بسلام .
وقوله «لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ» الباطل :
الفاسد الضائع ، أيلا يعرضه فساد أو نقص لا في حاضره ولا في مستقبل الأيّام؛ وذلك لأنّه تنزيل من لدن حكيم عليم .
وأنّ حكمته تعالىٰ لتبعث على ضمان حفظه وحراسته مع أبدية الإسلام «حَمِيدٍ» : من كان محموداً على فعاله فلايخلف الميعاد .» 2قال العلاّمة الطباطبائي :
«وقوله : «وَ إِنَّهُ لَكِتٰابٌ عَزِيزٌ» الضمير للذكر وهو القرآن ، والعزيز : عديم النظيرالمنيع الممتنع من أن يغلب ، والمعنى الثاني أنسب