15 منهم في واقعها الخارجي و تسلط الآخرين عليهم،على أن الروايات تبقى بلا تفسير لو تخلينا عن حملها على هذا المعنى،لبداهة أن السلطة الظاهرية قد تولاها من قريش أضعاف أضعاف هذا العدد،فضلا عن إنقراض دولهم و عدم النص على أحد منهمأمويين و عباسيينباتفاق المسلمين.
و من الجدير بالذكر أن هذه الروايات كانت مأثورة في بعض الصحاح و المسانيد قبل أن يكتمل عدد الأئمة،فلا تحتمل أن تكون من الموضوعات بعد إكتمال العدد المذكور،على أن جميع رواتها من أهل السنة و من الموثوقين لديهم،و لعلهم حيرة كثير من العلماء في توجيه هذه الأحاديث،و محاولة ملائمتها للواقع التاريخي كان منشأها عدم تمكنهم من تكذيبها،و من هنا تضاربت الأقوال في توجيهها و بيان المراد منها.
و السيوطيبعد أن أورد ما قاله العلماء في هذه الأحاديث المشكلةخرج برأي غريب و هو :إنه وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة،و الحسن،و معاوية،و ابن الزبير،و عمر بن عبد العزيز في بني أمية،و كذلك الظاهر لما اوتيه من العدل،و بقي اثنان منتظران،أحدهما المهدي لأنه من أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله و سلم.و لم يبين المنتظر الثاني،و رحم الله من قال في السيوطي:انه حاطب ليل.
يستفاد من حديث الثقلين أمور مهمة لو اهتمت بها الأمة لاجتمعت على مائدة أهل البيت و استغنت عن غيرهم،و ها هي:
1-إن اقتران العترة الطاهرة بالقرآن الكريم إشارة إلى أن عندهم علم القرآن بحقيقته المنزلة .
2-إن التمسك بالكتاب و العترة يعصم من الضلالة و لا يغني أحدهما عن الآخر.
3-يحرم التقدم على العترة كما يحرم الابتعاد عنهم.
4-إن العترة لا تفارق الكتاب،و إنهما باقيان إلى يوم القيامة.
أفيصح بعد هذه التصريحات و الإشارات الإعراض عن العترة و لزوم غيرهم.
و قد اكتفينا من الوصايا في حق علي و أهل بيتهعليهم السلامبهذه الأحاديث الثلاثة،و أرجئنا سائر الوصايا كحديث يوم الانذار و حديث الغدير إلى آونة أخرى.
إذا وقفت على هذه الأحاديث الحاثة على لزوم الإقتفاء بعلي و أهل بيتهعليهم السلامهلم معي نقرأ أسماء من اقتفى بعلي و إهتدى بهداه من الصحابة و التابعين لهم بإحسان.و نكتفي بالمشاهير من رواد التشيع في ذلك القرن،و ذلك ما تقرأه في البحث التالي:
الشيعة في كلمات المؤرخين و أصحاب الفرق:
قد غلب استعمال لفظ الشيعة بعد عصر الرسول تبعا له فيمن يوالي عليا و أهل بيته و يعتقد بإمامته و وصايته،و يظهر ذلك من خلال كلمات المؤرخين و أصحاب المقالات و التي نشير إلى بعضها:
1-روى المسعودي في حوادث وفاة النبي:ان الإمام عليا أقام و من معه من شيعته في منزله بعد أن تمت البيعة لأبي بكر 47 .