57
لِيَعْبُدُونِ » (الذاريات / 56) إلى غير ذلك من الآيات التي سبق بعضها .
أمّا تقبيل الجدران ، أو الشبابيك أو غيرها ، واعتقاد أن ذلك عبادة للّٰه، لا من أجل التقرّب بذلك إلى المخلوق .
فإنّ ذلك يسمى بدعة لكونه تقرباً لم يشرعه اللّٰه فدخل في عموم قول النبيّ صلى اللّٰه عليه وسلم :
«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهوردّ» 1 وفي قوله صلى اللّٰه عليه وسلم :
«إياكم و محدثات الأمور فإن ّ كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة » 2 .
وأمّا تقبيل الحجر الأسود ، واستلامه واستلام الركن اليماني فكل ذلك عبادة للّٰهوحده واقتداء بالنبي صلى اللّٰه عليه وسلم لكونه فعل ذلك في حجة الوداع وقال :
«خذوا عني مناسككم » وقد قال اللّٰه عزّ وجل : «لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » (الأحزاب / 21) الآية .
وأمّا التبرك بشعره صلى اللّٰه عليه وسلم ووضوئه ، فلا حرج في ذلك كما تقدم لأنّه - عليه الصلاة والسلام - أقر الصحابة عليه ولما جعل اللّٰه فيه من البركة ، وهي من اللّٰه