27منتهى أملهم من الحياة ، فإذا بعالم أو مسؤول سكت عن ذلك الشرك الكبير وعن هؤلاء الأبالسة الكبار ، يضربه بالسياط ويشتمه باللسان ، ويكرر عليه : «هذا شرك ، هذا كفر» ، أليس هذا إبعاد المسلمين المخلصين عن الدين ، وعن ساحة القتال مع اليهود ومع سائر أعداء الدين ؟ فإنّه إذا كان كافراً ومشركاً فلماذا يضحي بنفسه في المعركة في سبيل الإسلام ؟
وأنا أقول بصراحة : لو أنّ العلماء ومن وراءهم (بل ومن فوقهم !) الحكّام لم يخطئوا الطريق ، واستقروا على الصراط القويم ، لأمكن لهم تجهيز الملايين من الشبّان المسلمين الغيارى على الإسلام ضد اليهود ، ولو تحقّق هذا الحلم يوماً ما فإنّا نرى أن كلمة اللّٰه هي العليا ، وأنّ اللّٰه يحقق وعده : «إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدٰامَكُمْ» (محمّد / 7) .
ثالثاً : الاستشهاد للصلح مع اليهود بمثل ما صالح النبيّ أهل مكّة والمشركين عجيب فهو قياس مع الفارق ، وفيه وجوه من الخلط والتمويه :
1 - إنّ النبيّ صالح أهل مكّة من موقف القوّة دون الضعف كما قال تعالى : «وَ هُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ