129
قصة قطع الشجرة
اما ما ذكره من أن عمر بن الخطاب لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها قطعها خوفاً من الفتنة بهاوسدّاً للذريعة، ففيه مجال للبحث والنقاش.
أما أوّلاً: فقد نقل هذه القصة ابن سعد في طبقاته في احداث غزوة الحديبية عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة الّتي يقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها، قال:
فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها وأمر بها فقطعت. 1يلاحظ عليه:
أوّلاً: ان السند منقطع ولم يسنده نافع إلى شيخ من مشايخه فلايحتج بالسند المقطوع.
وثانياً: أن هناك دلائل واضحة على أن الشجرة صارت مجهولة لأصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في العام التالي فكيف يمكن أن تعرف في عهد عمر حتّى يأتي الناس إليها ويصلون تحتها حتّى يأمر بقطعها، ويدل على ذلك أمران:
1. ما رواه البخاري قال: قال ابن عمر: رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة الّتي بايعنا