128ويتتبّع ما مس جسده الشريف كالمساجد الّتي صلّى فيها واستلام المنبر وغير ذلك، فبذلك ظهر ما في قول الشيخ:
«فهذا اجتهاد منه لم يوافقه عليه أبوه ولاغيره من أصحاب النبي وهم أعلم بهذا الأمر». فان عمله كان على اساس رصين دارج بين الصحابة حيث كانوا يتبرّكون بما مس جسده الشريف، وكان عبداللّٰه بن عمر في غنى عن موافقة أبيه ولا موافقة غيره إذا كانت سيرة جمهرة الصحابة مصدِّقة لعمله.
وثانياً: نفترض أنّ عمله كان خارجاً عن تلك القاعدة فما هو المبرّر في تقديم اجتهاد الوالد على الولد مع انهما مجتهدان للمصيب اجران وللمخطئ اجر واحد.
وثالثاً: لو كان عمل ابن عمر بدعة أو شركاً اوذريعة للشرك كان على الصحابة أن يمنعوهُ وينصّوا على ذلك أو يبدوا مخالفتهم، ولم يرد في ذلك أي ردّ ولا نقد ولا منع، بل كان سكوتهم تقريراً لعمله ومع ذلك كيف يقول الشيخ: لم يوافقه عليه أحدٌ.
هذا كان حول الأمر الأوّل، وإليك الكلام في الأمر الثاني.