16و ليست هذه الافتراءات و الأكاذيب بعيداً عمن يعرّفه الحافظ ابن حجر في كتابه« الفتاوى الحديثة» قال: «ابن تيمية عبد خذله اللّٰه و أضلّه و أعماه و أصمّه و أذلّه، و بذلك صرّح الأئمّة الذين بيّنوا فساد أحواله و كذب أقواله، و من أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتَّفق على إمامته و جلالته و بلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي و ولده التاج و الشيخ الإمام العزّ بن جماعة، و أهل عصرهم و غيرهم من الشّافعيّة و المالكيّة و الحنفيّة، و لم يقصر اعتراضه على متأخّري الصوفيّة، بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب و عليّ بن أبي طالب عليه السَّلام.
و الحاصل: أن لا يُقام لكلامه وزنٌ بل يُرمىٰ في كلِّ وعرٍ و حزن، و يُعتقد فيه أنّه مبتدعٌ ضالٌّ مضلٌّ غالٍ، عامله اللّٰه بعدله، و أجارنا من مثل طريقته و عقيدته و فعله، آمين. إلى أن قال: إنّه قائلٌ بالجهة، و له في إثباتها جزءٌ، و يلزم أهل هذا المذهب، الجسميّةُ و المحاذاةُ و الاستقرارُ، أي فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرِّح بتلك اللوازم فنُسبت إليه، سيّما و ممّن