3
[مقدمة المؤلف]
قراءة التاريخ من جديد
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
قراءة التاريخ من جديد
التاريخ صحيفة كبيرة مفتوحة أمام صحيفة المستقبل المطويَّة، و لكن بإمكان الباحث المتتبع أن يفتح القسم المطويّ انطلاقاً من القسم المفتوح، فيحدِّد معالمَ مسيرة المستقبل على ضوء الماضي، كي يعتبر بها و يتَّخذها نبراساً مضيئاً للحياة.
غير انّ هذه المسيرة ليست معبَّدة، بل لا تخلو من موانع و عراقيل تحول بين الباحث و الوصول إلى الحقيقة، و ما ذلك إلاّ لانّ التاريخ لم يدوَّن بقلم نزيه عن الدسّ و الوضع، بعيداً عن الأغراض و المصالح الشخصية و الفئوية، و بعيداً عن التزلُّف إلى أصحاب السلطة و الشوكة.
و آية ذلك انّ الإمام محمد بن جرير الطبري (228- 310) أحد كبار المؤرخين في القرن الثالث قد اعتمد في سرد وقائع تاريخ الخلفاء على روايات يرويها عن:
1. السريّ.
2. شعيب بن إبراهيم الأسدي الكوفي.
3. سيف بن عمر التميمي الكوفي.
فالأوّل منهم مشترك بين اثنين عرفا بالكذب و الوضع.
و الثاني مجهول لا يعرف حاله.