19إن هذا يسبب انفصاماً في شخصية المرء،إذ كيف يعبد الله و هو يكفر به؟! كيف يقتفي أثر الرسول صلى الله عليه و آله،و هو يَطْعَنُ به؟!
كيف يتبعُ أهل البيت و يحبهم و يدرس مذهبهم،و هو يسبهم و يشتمهم؟! رحماك ربي و لطفك بي،إن لم تدركني برحمتك لأكونن من الضالين،بل من الخاسرين.
و أقول:إن الكاتب قد أفرغ في كتابه هذا كل ما في جعبته من النصوص التي يزعم وجودها في كتب الشيعة،و التي يزعم أنها كفر بالله،أو أنها تقتضي الطعن في رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و في أهل بيته عليهم السلام،و سيلاحظ القارئ الكريم أن ما زعمه هذا الكاتب كله سراب و هباء،و أنه لا توجد نصوص صحيحة من هذا القبيل في كتب الشيعة بحمد الله و نعمته.
هذا مع أنا أوضحنا فيما مرَّ منهج الدراسة الحوزوية،و قلنا:إنه خالٍ من أمثال هذه النصوص المزعومة.فلا تغفل عما قلناه.
قال الكاتب:و أعود و أسأل نفسي:ما موقف هؤلاء السادة و الأئمة و كل الذين تقدموا من فحول العلماء،ما موقفهم من هذا؟أما كانوا يرون هذا الذي أرى؟أما كانوا يدرسون هذا الذي درستُ؟! بلى،بل إن الكثير من هذه الكتب هي مؤلفاتهم هم،و فيها ما سَطَّرَتْهُ أقلامهم،فكان هذا يُدِمي قلبي،و يزيده ألماً و حسرة.
[-رد استنكار الكاتب على العلماء أنهم لا ينكرون ما في الكتب الحوزوية من أباطيل]
و أقول:إن موقف العلماء من كل ما هو مسطور في كتب الشيعة معروف،و طالب العلم لا يُعقَل أن يقع في حيرة لمعرفة ذلك،و لا سيما أن كتب علماء الشيعة بين يديه،و أنه يتمكن من سؤال الأساطين في الحوزة.
و إنما يمكن أن يقع في أمثال هذه الادعاءات الجاهل الصرف الذي لا يفقه من العلم شيئاً،و الذي نُقل له بعض ما يراد به إلقاء الشبهات عليه.