20و ادِّعاء الكاتب أن ما أثار شكوكه مذكور في مناهج الدراسة الحوزوية واضح البطلان،و سيرى القارئ الكريم أن كل النصوص التي نقلها الكاتب في كتابه مأخوذة من كتب غير دراسية جمعتْ بين الصحيح و الضعيف و الغث و السمين،مثل كتاب رجال الكشي و الأنوار النعمانية و بحار الأنوار و غيرها.
و من الواضح أن الكاتب إنما زعم أن في مناهج الحوزة ما أثار شكوكه باعتبار أنه كان يظن أن طلبة العلم في الحوزة العلمية يدرسون كتب الحديث المعتبرة عند الشيعة كالكافي و التهذيب و الاستبصار و من لا يحضره الفقيه،كما هو المتعارف في الدراسات السُّنّية،مع أن الكتب المذكورة و غيرها و إن كانت لها أهميتها في مقام الاستنباط إلا أنها ليست كتباً تُدرَس كما هو معروف حتى عند صغار طلبة العلم.
قال الكاتب:و كنت بحاجة إلى شخص أشكو إليه همومي،و أَبُثُّ أحزاني،فاهتديت أخيراً إلى فكرة طيبة و هي دراسة شاملة أعيد فيها النظر في مادتي العلمية،فقرأت كل ما وقفت عليه من المصادر المعتبرة و حتى غير المعتبرة،بل قرأت كل كتاب وقع في يدي،فكانت تستوقفني فقرات و نصوص كنت أشعر بحاجة لأن أُعَلِّقَ عليها،فأخذت أنقل تلك النصوص و أُعلق عليها بما يجول في نفسي،فلما انتهيت من قراءة المصادر المعتبرة،وجدت عندي أكداساً من قصاصات الورق،فاحتفظت بها عسى أن يأتي يوم يقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً.
و أقول:إن ادِّعاء قراءة كل الكتب الشيعية،و كل المصادر المعتبرة منها و غير المعتبرة من الادعاءات المعلوم بطلانها،فإن كتب الشيعة تُعَد بآلاف الكتب و المجلدات،التي تُصرَف الأعمار دون التمكن من قراءتها فضلاً عن فهمها و التدبر فيها.
و على كل حال،فسواء قرأ الكاتب كل تلك الكتب أو لم يقرأها فليست هذه قضية مهمة نتنازع معه فيها،و لكن إن صحَّ زعمه فالحجة عليه أتم،لأنه يُقِر بأنه قد