17أنهى دراسته.
و الحال أن الأمر ليس كذلك،فإن الدراسات الحوزوية لا تنتهي بذلك،و كل من عاش في حوزة النجف في هذا العصر يعلم أن جمعاً من الفقهاء المسلَّم اجتهادهم كانوا يحضرون درس زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف سماحة آية الله العظمى السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي قدس الله نفسه الزكية.
الثانية:أنه ظن أن نيل درجة الاجتهاد حاله حال نيل درجة الدكتوراة في الجامعات،بأن يكون بتفوق أو بدرجة امتياز أو دون ذلك.
و الحال أن درجة الاجتهاد لا تُعطى للفقيه تارة بتفوق و تارة من دون تفوق،و ذلك لأن درجات الدكتوراة أو غيرها تُعطى للدارسين بعد تقديم رسالة يناقشها أساتذة الجامعة،و بعدها تقرر لجنة المناقشة منح هذا الطالب درجة الدكتوراة أو عدم منحه،بدرجة امتياز أو غيرها حسب قوة الرسالة و تمكن الطالب من اجتياز المناقشة بنجاح.
و أما درجة الاجتهاد فلا تُعطى بهذه الطريقة،و إنما يعطيها الفقيه لبعض تلامذته عند قناعته باجتهاده و مقدرته على استنباط الأحكام الشرعية من مداركها المقرَّرة.
و عادة ما تُعطى بشكل فردي جداً،بعيداً عن الأضواء،و لا تكون في حفل علني،أو تكون مقرونة ببيان التفاضل حتى يُعرف المتفوق من غير المتفوق من الطلبة الحاصلين على هذه الإجازة.
الثالثة:أن الكاتب يعتقد أن إجازات الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قدَّس الله نفسه لها أهمية كبرى نظراً لمكانته العلمية،و هو توهم باطل،و ذلك لأن الشيخ كاشف الغطاء قدس سره قد أعطى إجازات اجتهاد لجماعات كثيرة كانت غير مؤهلة للاجتهاد و لا متَّصفة بالفضل،بسبب الظروف التي كانت تحتِّمها تلك الفترة العصيبة.