33فالإنسان العارف بالكتاب يقف على أنّه لم يترك على صعيد العقائد أُموراً إلّا و ذكر أوضحها و بيّنها بطرق مختلفة،و من تلك الطرق القصص الواردة في الكتاب العزيز،فكلّ ما وقع في الأُمم السالفة و صار القرآن بصدد ذكره فهو على أقسام ثلاث:كونه بيّن الصحة،أو بيّن البطلان،أو المردّد بين الأمرين.
فقد يترك البيان في الأولين لعدم الحاجة،و أمّا الثالث فلا يتركه إلّا إذا كان مقبولاً لديه.
2-جواز بناء المسجد على قبور الصالحين فضلاً عن الأنبياء و جواز الصلاة فيها و التبرّك بتربته،فلو كانت الصلاة في المقابر مكروهة فالأدلّة المرغّبة إلى الصلاة في جِوار الصالحين و الأنبياء تخصّص تلك العمومات،و ذلك لأنّ للصلاة في مشاهدهم مصلحة تغلب على الحضاضة الموجودة في الصلاة في المقابر المطلقة.