285و الطائف: الدائر حول الشّيء، و العاكف المقيم على الشّيء اللاّزم له، و الرّكّع جمع راكع، و السّجود جمع ساجد و البيت و مثابة مفعولا «جعلنا» «و أمنا» عطف على «مثابة» و للنّاس متعلّق بمثابة أو بمقدّر صفة لها «و اتّخذوا» بتقدير و قلنا اتّخذوا. عطف على جعلنا و مصلّى مفعول اتّخذوا و «من» يحتمل التّبعيض متعلّقا به، بمعنى اجعلوا بعض المكان القريب من المقام أو نفسه مصلّى أو للابتداء أو للتبيين، و كونها زائدة أحسن لو جاز، و العهد هنا الأمر كما صرّح به قال القاضي: أمرناهما.
و لعلّ المقصود كون البيت معبدا، فيمكن فهم وجوب عبادة عنده، و لعلّها تكون الطّواف و صلوته و باقي المناسك أيضا إذ لا قائل بغيرها، و كونه موضع أمن، فيمكن فهم وجوب جعله كذلك فلا يتعرّض لمن التجأ إليه من الجناة خارجا عنه، كما قال الأصحاب و أبو حنيفة على ما نقل عنه القاضي، و لكن فيهما تأمّل إذ يمكن كون «المثابة» بمعنى المرجع و «أمنا» بمعنى ذا أمن من العذاب في الآخرة، فإنّ الحجّ يجبّ ما قبله على ما نقل، و بمعنى أن لا يتعرّض له بالخراب و لا لأهله بالأذى فحمله بحيث يفهم ذلك يحتاج إلى شيء آخر، فإنّ إسقاط حقّ مطالبة المال و الدّم بمثل هذا بعيد مع أنّهم يقولون بذلك إذا التجأ إلى الحرم و لا يفهم من الآية إلاّ الملتجئ إلى البيت إلاّ أن يقال الملتجئ إلى الحرم ملتج إلى البيت أو يقال: إنّ المراد بالبيت هو الحرم، لأنّه المنزل و المثابة و المرجع لكنّه بعيد إلاّ أنّ للأصحاب ما يدلّ عليه من الأخبار بحيث يدلّ على أنّه المقصود من الآية، و كأنّه لا خلاف عندهم فيه و يدلّ عليه أيضا «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً» 1كما سيجيء 2و كذا قوله تعالى «رَبِّ اِجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً 3» و لكن في الدّلالة تأمّل فتأمّل. إلاّ أنّ لهم روايات مبيّنة، و كون الصّلاة المخصوصة في المقام المخصوص