223اللّه ظلما و عدوانا، و هذا يشعر بكونها للملابسة و الحاليّة، و قيل: هو الاستحلال للحرم و الركوب للآثام، عن ابن عبّاس و الضحّاك و مجاهد و ابن زيد.
كأنّ المراد باستحلال الحرم اعتقاد جواز تخرييه و عدم كونه حرما ذا حرمة يجب تعظيمه و ترتّب أحكامه الحرميّة عليه من تحريم الصيد و غيره، و قيل هو كلّ شيء نهي عنه حتّى شتم الخادم فيه، لأنّ الذنوب هناك أعظم، و قيل هو دخول مكة بغير إحرام عن عطاء.
«نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ» جواب «من» الشرطيّة و خبرها، أي متى فعل ذلك نعذّبه عذابا وجيعا، و التفاسير مضطربة و المحصّل معلوم إنشاء اللّه تعالى و كذا استفادة بعض الأحكام مثل كون كلّ ذنب فيه موجبا للعذاب الأليم، فيكون كبيرة بل إرادة ذلك، فهي تدلّ على أنّ إرادة القبيح و الحرام فيه قبيح و حرام بل كبيرة و يشعر أيضا بكون محلّ الإلحاد مكّة أو المسجد الحرم، إذ غير ظاهر كون كلّ الحرم بهذه المثابة مع احتمال كونه كذلك لما علم ممّا سبق قال في الكشّاف 1و خبر أنّ محذوف لدلالة جواب الشرط عليه تقديره إنّ الّذين كفروا و يصدّون عن المسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم، و كلّ من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك و ينبغي أن يقول عن سبيل اللّه و عن المسجد إلخ.
و قيل في قوله «وَ طَهِّرْ» أي يا إبراهيم «بَيْتِيَ» أي البيت الّذي هو القبلة على الظاهر «لِلطّٰائِفِينَ وَ اَلْقٰائِمِينَ وَ اَلرُّكَّعِ اَلسُّجُودِ» دلالة على وجوب إزالة النجاسة عن المسجد و تحريم إدخالها مطلقا و فيه تأمّل من وجوه، و يؤيّده ما قال في مجمع البيان و طهّر بيتي من الشرك و عبادة الأوثان عن قتادة 2و المراد بالقائمين المقيمين، و قيل القائمين في الصلاة عن عطاء.
«وَ أَذِّنْ فِي اَلنّٰاسِ» أي ناديا إبراهيم بينهم بالحجّ بأن تقول حجّوا أيّها الناس أو عليكم بالحجّ، و روي أنّه صعد أبا قبيس فقال أيّها النّاس حجّوا بيت