134المدلهمات من ثيابها، لا ان مجرد القدمة التاريخية قد اورث النفاسة و صرف السبق الزمانى قد اوجب القداسة على ما يراه المتوسمون، حاشا المعارف الالهية ان يعطى القداسة شيئا مر عليه الدهور فحسب و ان يهب النفاسة شيئا بقى طول الدهر فقط، بل كما ان مدار الكرامة في النظام الانسانى الالهى هو التقوى لا غير، كك محور القداسة في النظام الخارجى من الازمنة و الامكنة و البيوت و نحوها هو تجلى امر الهى كنزول الوحى فيه و انتشاره منه، و هذا هو الموجب لقداسة الكعبة و هى بانضمامها الى القدمة التاريخية يوجب ان يصير بيتا عتيقا و له أيضا معنى آخر سيأتي في موطنه.
الصلة السادسة في ان الكعبة مدار العتق و محور الحرية
كما ان الكعبة لقدمتها و نفاستها صارت عتيقا كك لانعتاقها عن سلطة اى مالك و تحررها عن قهر اى سلطان صارت عتيقا حيث انها لم يملكها احد 1و لم يسيطر عليها احد سيطرة المالك على المملوك، فعليه يكون قدمته التاريخية بنفاستها و هكذا تحررها عن سلطة اى مالك موجبا لكونها عتيقا بكلا الوجهين فتبين من ذلك انه لا يطوف حول هذا البيت العتيق و لا يستقبل نحوه الا العتقاء من سلطة الطغاة المردة و لا يولى وجهه شطره الا الاحرار من سيطرة الاهواء المردية و حيث ان عبد الشهوة اذل من عبد الرق لا يصير الانسان حراما لم يدع هذه اللماظة و لا يكون حراما لم يضع عنه اصره و الاغلال التى كانت عليه و ما لم يصر حرا لا يصلح لان يطوف حول البيت الحر و يستقبل نحو الكعبة العتيق لان