135الطيب لا يناله الا الطيب كما ان الخبيث لا يحن الا نحو الخبيث.
و من ذلك يلوح مغزى قوله تعالى: «وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ اَلْعَتِيقِ» . 1و قوله تعالى: «ثُمَّ مَحِلُّهٰا إِلَى اَلْبَيْتِ اَلْعَتِيقِ» . 2فمن تحرر من شح نفسه و افلح و صار حرا من عبودية غير اللّه يصير صالحا للطواف حول البيت العتيق و الصلاة شطره و كذا الطواف حوله ينهى عن الرقية و الانظلام كما تنهى الصلاة عَنِ اَلْفَحْشٰاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ فالطائف حول البيت الحر لا يستعبد احدا كما لا يصير عبدا لأحد الا اللّه: لا تكن عبد غيرك و قد جعلك اللّه حرا.
و هكذا تضحية الهدى و ابلاغه البيت العتيق يدرس الحرية و يورث التحرر عن كل رقية عدا رقية اللّه تعالى التى هى الفضيلة الوحيدة للإنسان فعليه ان يعبد اَللّٰهَ مُخْلِصاً لَهُ اَلدِّينَ الواصب.
الصلة السابعة في ان الكعبة مثابة للناس و امن لهم
قد جعل اللّه الكعبة مرجعا و مثابة للناس يرجعون و يثوبون اليها فيما يعرض لهم من الامور الهامة و امنا لهم من اى خطر كان يصيب الذين يعيشون خارج الحرم، قال تعالى: «وَ إِذْ جَعَلْنَا اَلْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً» . 3و قال تعالى: «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّٰا جَعَلْنٰا حَرَماً آمِناً وَ يُتَخَطَّفُ اَلنّٰاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالْبٰاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اَللّٰهِ يَكْفُرُونَ 4و نطاق الكريمة الثانية هو كون الحرم امنا للناس و صونا لهم عن الاختطاف و الاستلاب و