2579-قوله عليه السلام
ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة
1
. أجاب الأولون: بأن ما ذكرناه أوضح دلالة، و الوجوه التي ذكرتموها في الأول تدل على التعظيم أما على الأفضلية فلا، و كذا الثاني، و أما الدعاء منه"صلى الله عليه و آله" فيحمل على المصرح به فيه و هو الصاع و المد، و أما الخيرية فهي مطلقة، فيحمل الخيرية في سعة الرزق أو المتجر أو سلامة المزاج أو في ساكني هذه و ساكني تلك، و المراد بأحب البقاع إليك بعد مكة، لأنه كان قد يئس من دخولها في ذلك الوقت فلم يرد إلا مكانا مرجوا 2دخوله إليه. و يجوز أن يكون معنى الأحبية لها الأحبية لأهلها باعتبار اشتمالها، و قد كان إذ ذاك رسول الله"صلى الله عليه و آله" يرشد الخلق إلى الله تعالى، فانقضى التبليغ عن الله تعالى بواسطة 3موته"صلى الله عليه و آله" و إن كان قد أسند المحبة إليها فالمراد أهلها، كقوله 4" اَلْأَرْضَ اَلْمُقَدَّسَةَ " أي من فيها أو" بِالْوٰادِ اَلْمُقَدَّسِ " أي شرفته الملائكة أو الكليم عليه السلام، و الصبر على اللأواء 5دليل على الفضل و الكلام في الأفضال 6و لأنه مطلق بحسب الزمان فيحمل على زمانه"صلى الله عليه و آله" و الكون معه لنصرته.