34
من أركان الدين، الحج (1) و هو واجب على كلّ من استجمع الشرائط الآتية من الرجال و النساء، و الخنائي، بالكتاب و السنّة و الإجماع من جميع المسلمين.
و لنوضح أصل البحث و هو ما ذكره الماتن رحمه اللّه بقوله: من أركان الدين الحجّ فنقول: يكفي في كونه ضروريّا في الجملة دلالة القرآن الكريم بقوله تعالى وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ إلخ بأنواع التأكيدات، من إتيان اللام الدالّة على كونه من قبيل الدين الّذي يجوز لصاحبه المطالبة، و إتيان الجملة الاسميّة، و تقديم (لفظة لِلّٰهِ ) على قوله (عَلَى اَلنّٰاسِ) المفيد لحصر العمل له تعالى لا غيره، و جعل الحكم على جميع النّاس ثمّ إتيان ما هو المخرج لبعضهمو هو غير المستطيعكي يتمسّك بالعموم المستفاد من لفظ (من) و هذا أيضا نوع من تأكيد الحكم بناء على جواز التمسّك بالعام المخصّص خصوصا إذا كان التخصيص بالمتّصل، و أضف الى ما استفدناه من أنواع التأكيدات حكمه تعالى بكفر تاركيه و الإشارة إلى غناه تعالى عن التارك بل عن العالمين و غير ذلك ممّا يستفيده الماهر.
بل الظاهر وجوب الحج في الشرائع السابقة أيضا من لدن آدم علي نبيّنا و آله و عليه السلام كما يستفاد ذلك ممّا ورد في حجّ الأنبياء عليه السلام مثل آدم و نوح و إبراهيم عليهم السلام و غيرهم 1بل كان لأهل الجاهليّة أيضا كما يشعر به قوله تعالى إِنَّ اَلصَّفٰا وَ اَلْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اَللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ اَلْبَيْتَ أَوِ اِعْتَمَرَ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا 2.