35
بل بالضرورة و منكره في سلك الكافرين (1) ، و تاركه عمدا مستخفّا به بمنزلتهم، و تركه من غير استخفاف من الكبائر.
ففي الخبر الطويل الوارد في حجّ النبي بطريق صحيح عن معاوية ابن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلام: و انّ المسلمين كانوا يظنون انّ السعي بين الصفا و المروة صنعه المشركون فأنزل اللّه عزّ و جل إِنَّ اَلصَّفٰا وَ اَلْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اَللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ اَلْبَيْتَ أَوِ اِعْتَمَرَ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا -الحديث.
و كيف و هو أحد الأركان الّتي بني عليها الإسلام 1حيث جعل رديف الولاية التي هي بمنزلة الروح و البدن، و لذا سمّي الحجّ الواجب حجّة الإسلام كما نبّه عليه الماتن رحمه اللّه فان في التسمية إشارة إلى لزومه على كلّ مسلم بما هو مسلم.
و الظاهر عدم ريب في كون وجوبه من ضروريات الدّين لا بما انّه دين الخاتم بل بما انه من دين الأنبياء كما أشرنا اليه و معنى الضرورة على ما بينّاه في كتاب الطهارة 2كونه ثابتا عند كلّ من انتحل إلى الإسلام ممّن هو غير مبدع، فمنكره خارج عن المنتحلين مع الالتفات بأن لم يكن جديد العهد بالإسلام أو ساكنا في البلاد البعيدة عن مبادي الإسلام و قد أوضحنا هناك انّ إنكار الضروري راجع الى إنكار النبوّة و لو في بعض ما جاء به النبي صلى اللّه عليه و آله.
و يؤيّده بل يدلّ عليه أيضا صحيح عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى عليه السلام قال: انّ اللّه عزّ و جل فرض الحج على أهل الجدة 3في كلّ عام و ذلك