427نسكه فإذا قضى نسكه غفر اللّٰه له ذنوبه و كان في شهر ذي الحجة و محرم و صفر و ربيع تكتب له الحسنات و لم تكتب عليه السيئات إلا أن يأتي بموجبه فإذا مضت الأربعة أشهر خلط بالناس ثانيها ما روي عن النبي صلى اللّٰه عليه و آله أنه قال لمن أراد الحج بعد أن قال له إني أريد الحج و أنا رجل مميل فمرني أن أصنع بمالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج انظر إلى أبي قبيس فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء فأنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت ما يبلغ الحاج إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا و لم يضعه إلا كتب اللّٰه له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات فإذا ركب بعيره لم يرفع خفا و لم يضعه إلا كتب اللّٰه له مثل ذلك فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه فإذا سعى بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه فعدد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله كذا و كذا موقفا إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه ثم قال أنى لك ما يبلغ الحاج قال الصادق عليه السلام ثم لا تكتب الذنوب عليه أربعة أشهر إلا أن يأتي بكبيرة و في الحديث إن من الذنوب ما لا يكفره إلا الوقوف بعرفة ثالثها ما روي عن النبي صلى اللّٰه عليه و آله أيضا أنه قال لرجل من الأنصار إن لك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ثم قلت بسم اللّٰه و الحمد للّه ثم مضت راحلتك إنها لم تضع خفا و لم ترفع خفا إلا كتب اللّٰه لك حسنة و محا عنك سيئة فإذا أحرمت و لبيت كان لك بكل تلبية لبيتها عشر حسنات و محا عنك عشر سيئات فإذا طفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند اللّٰه تعالى عهد و ذخر يستحيي أن يعذبك عليه بعده أبدا فإذا صليت الركعتين خلف المقام كان لك بها ألفا حجة متقبلة فإذا سعيت بين الصفا و المروة كان لك مثل أجر من حج ماشيا من بلده و مثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة و إذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس و كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج أو بعدد نجوم السماء أو قطر المطر يغفرها اللّٰه لك فإذا رميت الجمار كان لك بكل حصاة عشر حسنات يكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا حلقت رأسك كان لك بكل شعرة حسنة يكتب لك فيما يستقل من عمرك فإذا هديت أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة يكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا زرت البيت و طفت أسبوعا و صليت الركعتين خلف المقام ضرب ملك على كتفيك ثم قال لك قد غفر اللّٰه لك ما مضى و ما يستقبل ما بينك و ما بين مائة و عشرين يوما رابعها ما روي عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال حجوا و اعتمروا تصح أبدانكم و تتسع أرزاقكم و تكفون مئونات عيالكم و قال الحاج مغفور له و موجوب له الجنة و مستأنف به العمل و محفوظ في أهله و و ماله خامسها ما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال لمن قال إني وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي فقال له و قد عزمت على نفسك فقال له الرجل نعم فقال إن فعلت فأيقن بكثرة المال و البنين سادسها ما روي عنه عليه السلام أيضا أن الحاج يصدرون على ثلاثة أصناف صنف يعتق من النار و صنف يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه و صنف يحفظ في أهله و ماله فذلك أدنى ما يرجع به الحاج سابعها ما روي عن النبي صلى اللّٰه عليه و آله أن الحاج ثلاثة فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنوبه ما تقدم منه و يستأنف العمل فيما بقي من عمره و أما الذي يليه فرجل حفظ في أهله و ماله ثامنها ما روي عن الصادق عليه السلام أن أدنى ما يرجع به الحاج الذي لا يقبل منه أن يحفظ في أهله و ماله فقال له قائل بأيّ شيء يحفظ فيهم فقال لا يحدث فيهم إلا ما كان يحدث فيهم و هو مقيم معهم تاسعها ما روي عن الصادق عليه السلام أيضا في الحديث القدسي من حج البيت بلا نية صادقة و لا نفقة طيبة وهب له حقه و أرضى عنه خلقه و من حج بنية صادقة و نفقة طيبة جعله اللّٰه في الرفيق الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا إلى غير ذلك من الأخبار و فيما سطر من الأخبار بعض كلمات يشكل فهم المراد منها منها قوله عليه السلام لا يكتب عليه ذنب إلى أربعة أشهر فإنه يشكل الأخذ بظاهره منافاته لظاهر الكتاب و السنة و إن خصصناه بغير الكبائر لما يظهر من تتبع الأخبار و ما قضى به العدل من أن أموال الناس لا يغفر إلا أن يقال بأنها و إن قلت داخلة في الكبائر و ما يظهر مما دل على لزوم النهي عن المنكر و لزوم التعزير من غير فرق بين الكبير و الصغير إلا أن يقال بأن رفع المؤاخذة الأخروية لا تقتضي رفع الدنيوية كما في تعزير الأطفال ثم لو نزلناه على الصغائر اشترطنا عدم الإصرار لئلا يدخل في المعاصي الكبار و قد تنزل على أن الملائكة لا يكتبون عليه شيئا فتكون ذنوبه مستورة لا يترتب عليها فضيحة و إنما أمرها إلى اللّٰه تعالى ثم إن الأخذ بظاهره يقتضي تجرّي الناس على المعاصي و عدم المبالات و ارتكاب الذنوب في أثناء الأربعة و منها ما تكرر في الحديث المتقدم من قوله غفرت ذنوبه مع أن الغفران لا يتكرر بالنسبة إلى الحال الواحد و يمكن توجيهه بوجوه منها أن يراد أن كل واحد من تلك الأعمال صالح لتسبيب غفران الذنوب و منها إن اللّٰه تعالى يتكرر منه قول قد غفرت لك و فيه دلالة على تمام القرب و شرف الخطاب و منها أن يراد أن لكل صنف من الذنوب سببا في الغفران فكل فعل يغفر به من الذنوب ما لا يغفر بغيره و يؤيده قوله عليه السلام إن من الذنوب ما لا يكفره إلا الوقوف بعرفة و منها أن يراد التوزيع فيما عدا الأول على المستقبل و منها أن يراد بتكرر الغفران بلوغه إلى مرتبة الرضوان يراد أنه تعالى يقول له حتى يبلغ درجة الرضوان و الظاهر أن المكتوب قول الحقيقة فلا يختلف و منها ما تضمنته من الاختلاف في دفع الخف إذ في بعضها حسنة و سيئة و في بعضها عشر و