547إي و الذي بعثك بالحق فقال أسبغ الوضوء و املأ يديك من ركبتيك و عفر جبينيك في التراب و صل صلاة مودع و قال الأنصاري يا رسول اللّٰه حاجتي فقال إن شئت سألتني و إن شئت نبأتك فقال يا رسول اللّٰه نبئني قال جئت تسألني عن الحج و عن الطواف بالبيت و السعي بين الصّفا و المروة و رمي الجمار و حلق الرأس و يوم عرفة فقال إي و الذي بعثك بالحق فقال لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب اللّٰه لك حسنة و لا تصنع خفا إلا حط به عنك سيئة و طواف بالبيت و سعي بين الصّفا و المروة تنفتل كما ولدتك أمك من الذنوب و رمي الجمار ذخر يوم القيمة و حلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة و يوم عرفة يوم يباهي اللّٰه عز و جل به الملائكة فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج و قطر السماء و أيام العالم ذنوبا فإنه تبت ذلك اليوم و عن معاوية بن عمار بإسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إذا أخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد لو تعلمون بفناء من حللتم لأيقنتم بالخلف بعد المغفرة و عن الفضيل في الحسن بإبراهيم قال سمعت أبا جعفر ع يقول لا و ربّ هذه البينة لا يخالف من الحج بهذا البيت حي و لا فقر أبدا و عن عبد اللّٰه بن يحيى الكاهلي في الحسن به قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول و يذكر الحج فقال قال رسول اللّٰه ص هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء و نحن الضعفاء أما إنه ليس شيء أفضل من الحج إلا الصلاة و في الحج هاهنا صلاة و ليس في الصلاة قبلكم حج لا تدع الحج و أنت تقدر عليه أما ترى أنه يشعث فيه رأسك و يقشف فيه جلدك و تمتنع فيه من النظر إلى النساء و أما نحن هاهنا و نحن قريب و لنا مياه متصلة ما يبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد و ما من ملك و لا سوقة يصل إلى الحج إلا بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردّها و ذلك قول اللّٰه عز و جلّ وَ تَحْمِلُ أَثْقٰالَكُمْ إِلىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بٰالِغِيهِ إِلاّٰ بِشِقِّ اَلْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ و عن أبي حمزة الثمالي في الحسن بإبراهيم قال قال رجل لعلي بن الحسين ع تركت الجهاد و خشونته و لزمت الحج و لينته قال و كان متكئا فجلس و قال ويحك أما بلغك ما قال رسول اللّٰه ص في حج الوداع إنه لما وقف بعرفة و همت الشمس أن تغيب قال رسول اللّٰه ص يا بلال قل للناس فلينصتوا فلما أنصتوا قال رسول اللّٰه ص إن ربّكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم و شفع محسنكم في مسيئكم فأفيضوا مغفورا لكم قال و زاد غير الثمالي أنه قال إلا أهل التبعات فإن اللّٰه عدل يأخذ الضعيف من القوي فلما كانت ليلة جمع لم يزل يناجي ربّه و يسأله لأهل التبعات فلما وقف بجمع قال لبلال قل للناس فلينصتوا فلما أنصتوا قال إن ربّكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم و شفع محسنكم في مسيئكم فأفيضوا مغفورا لكم و ضمن لأهل التبعات من عنده الرّضا و عن خالد القلانسي عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال علي بن الحسين ع حجوا و اعتمروا تصح أبدانكم و تتسع أرزاقكم و تكفون مئونات عيالاتكم و قال الحاج مغفور له و موجوب له الجنة و مستأنف له العمل و محفوظ في أهله و ماله و عن عبد الأعلى قال قال أبو عبد اللّٰه ع كان أبي يقول من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرأ من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه ثم قرأ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه و من تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى قلت ما الكبر قال قال رسول اللّٰه ص إن أعظم الكبر غمض الخلق و سفه الحق قلت و ما غمض الخلق و سفه الحق قال يجهد الحق و يطعن على أهله و من فعل ذلك نازع اللّٰه رداه و عن إبراهيم بن صالح عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللّٰه ع قال الحاج و المعتمر وفد اللّٰه إن سألوه أعطاهم و إن دعوه أجابهم و إن شفعوا شفعهم و إن سكتوا ابتدأهم و يعوضون بالدّرهم ألف درهم و عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّٰه ع قال درهم ينفقه في الحج أفضل من عشرين ألف درهم ينفقها في حق و عن ابن فضال في الموثق عن الرضا ع قال سمعته يقول ما وقف أحد في تلك الجبال إلا استجيب له فأما المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم و أما الكفارة فيستجاب لهم في دنياهم و عن هارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر فقلت له من بر الناس و فاجرهم قال من بر الناس و فاجرهم عن ابن أبي عمير في الحسن بإبراهيم عن بعض أصحابه عن عمر بن يزيد الثقة قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول حجة أفضل من سبعة رقبة فقلت ما يعدل الحج شيء قال ما يعدله شيء و لدرهم في الحج أفضل من ألفي ألف فيما سواه من سبيل اللّٰه ثم قال خرجت على نيف و سبعين بعيرا و بضع عشرة دابة و لقد اشتريت سودا أكثر بها العدد و لقد آذاني أكل الخل و الزيت حتى إن حميدة أمرت بدجاجة فشويت لي فرجعت إلى نفسي و عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّٰه ص الحاج ثلاثة فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه و ما تأخر و وقاه اللّٰه عذاب القبر و أما الذي يليه رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه و يستأنف العمل فيما بقي من عمره و أما الذي يليه فرجل حفظ في أهله و ماله و هو أدنى ما يرجع به الحاج و عن ذريح المحاربي في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال من مات و لم يحج حجة الإسلام و لم يمنعه من ذلك حاجة يحج به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديّا أو نصرانيّا و عن أبي بصير في الموثق قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول من مات و هو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال اللّٰه عز و جل وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ قال قلت سبحان اللّٰه أعمى قال نعم إن اللّٰه عز و جل أعماه عن طريق الجنة و روى الشيخ عن معاوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال اللّٰه تعالى وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً قال هذه لمن كان عنده مال و صحة و إن كان سوفه للتجارة فلا يسعه و إن مات على ذلك فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام إذ هو يجد ما يحج به و إن كان دعاه قوم أن يحجوه و استحى فلم يفعل فإنه لا يسعه إلا الخروج و لو على حمار أجدع أبتر و عن قول اللّٰه عز و جل وَ مَنْ كَفَرَ يعني من ترك و روى الصّدوق عن معاوية بن عمار في الصحيح و الشيخ عنه أيضا قال سألت أبا عبد اللّٰه ع عن رجل له مال و لم يحج قط قال هو ممن قال اللّٰه و نحشره يوم القيامة أعمى قال قلت سبحان اللّٰه أعمى قال أعماه اللّٰه من طريق الجنة و في رواية الشيخ عن الجنة و روى الصّدوق عن محمد بن الفضيل قال سألت أبا الحسن ع عن قول اللّٰه عز و جل وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي اَلْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً قال نزلت فيمن سوف الحج حجّة الإسلام و عنده ما يحج به فقال العام أحج العام أحج حتى يموت قبل أن يحج و عن علي بن أبي حمزة عنه يعني الصادق ع أنه قال من قدر على ما يحج به و جعل يدفع ذلك و ليس له عنه شغل يعذره اللّٰه فيه حتى جاء الموت فقد ضيّع شريعة من شرائع الإسلام و روى الكليني عن حريز في الحسن عن أبي عبد اللّٰه ع قال النظر إلى الكعبة عبادة و النظر إلى الوالدين عبادة و النظر إلى الإمام عبادة و قال من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة و محيت عنه عشر سيّئات و عن محمد بن مسلم في الصحيح عن أبي جعفر ع قال ما يعبأ بمن يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال ورع يحجزه عن معاصي اللّٰه و حلم يملك به غضبه و حسن الصّحابة لمن صحبه و روى الشيخ عن صفوان الجمال في الصحيح قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إلا أن يكون فيه خصال ثلاث حلم يملك به غضبه و خلق يخالق به من صحبه و ورع يحجزه عن معاصي اللّٰه و روى الكليني عن أبي العباس بأسانيد متعددة فيه الصّحيح و الحسن عن أبي عبد اللّٰه ع قال لما ولد إسماعيل حمله إبراهيم و أمه على حمار و أقبل معه جبرئيل حتى وضعه في موضع الحجر و معه شيء من زاد و سقاء فيه شيء من ماء و البيت يومئذ ربوة حمراء من مدر فقال إبراهيم لجبرئيل هاهنا أمرت قال نعم و قال مكة يومئذ سلم و سمر و حول مكة يومئذ ناس من الغماليق و عن معاوية بن عمار في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّٰه ع قال إبراهيم لما خلف إسماعيل بمكة عطس الصّبي فكان فيما بين الصّفا و المروة شجر فخرجت أمّه حتى قامت على الصّفا فقال هل بالوادي من أنيس فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت هل بالوادي من أنيس فلم تجب حتى رجعت إلى الصّفا و قالت ذلك حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى اللّٰه ذلك سنة فأتاها جبرئيل فقال لها من أنت فقالت أنا أم ولد إبراهيم فقال لها إلى من ترككم فقال أما لئن قلت ذلك لقد قلت له حيث أراد الذهاب يا إبراهيم إلى من تركتنا فقال إلى اللّٰه عز و جل فقال جبرئيل ع لقد وكلكم إلى كاف قال و كان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء ففحص الصّبي برجله فنبعت زمزم قال فرجعت من المروة إلى الصّبيّ و قد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء و لو تركته لكان سيحا قال فلما رأت الطير الماء حلقت عليه فمن ركب من اليمن يريد السفر فلما رأوا الطير قالوا ما خلقت الطير إلا على ماء فأتوهم فسقوهم من الماء فأطعمهم الركب من الطعام و أجرى اللّٰه عز و جل لهم بذلك رزقا و كان الناس يمرّون بمكّة فيطعمونهم من الطعام و يسقونهم من الماء و رواه ابن بابويه في كتاب علل الشرائع و الأحكام في الصحيح ببعض التفاوت في المتن و روى الشيخ عن أحمد بن محمّد في