۵۴۶
كتاب الحجّ
بسم اللّٰه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين
[نبذة من الأخبار في بيان فضائل الحج و عقاب تاركه]
قال ابن الأثير في النهاية الحج في اللغة القصد إلى كلّ شيء فخصه الشرع بقصد معين ذي شروط معلومة و فيه لغتان الفتح و الكسر و قيل الفتح المصدر و الكسر الاسم و ذكر في القاموس في تفسير الحج معاني منها القصد و الكف و القدوم و كثرة الاختلاف و التردد و قصد مكة للنسك و اختلف كلام الأصحاب في تفسيره بحسب المعنى الشرعي لكن الفائدة في إيراد ما يتعلق به قليله فالإعراض عنه أولى وجوب الحج ثابت بالكتاب و السنة و إجماع المسلمين قال اللّٰه تعالى وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً و في الآية ضروب من المبالغة و التأكيد لا يخفى على المتأمّل فيها و يعجبني أن أذكر في هذا المقام نبذة من الأخبار المتعلّقة بفضائل الحج و عقاب تاركه و بعض الأخبار المشتملة على الفوائد المناسبة لهذا المقام و روى الشيخ عن معاوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع عن أبيه عن آبائه ع إن رسول اللّٰه ص لقيه أعرابي فقال له يا رسول اللّٰه إني خرجت أريد الحج ففاتني و أنا رجل مميل فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج قال فالتفت إليه رسول اللّٰه ص فقال له انظر إلى أبي قيس فلو أن أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت ما يبلغ الحاج ثم قال إن الحاج إذا ركب في جهازه لم يرفع شيئا و لم يضعه إلا كتب اللّٰه له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات فإذا ركب بغيره لم يرفع خفا و لم يصغه إلا كتب اللّٰه له مثل ذلك فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه فإذا سعى بين الصفا و المروة خرج من ذنوبه فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه و إذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه و إذا رمى الجمار خرج من ذنوبه قال فعده رسول اللّٰه ص كذا و كذا موقفا إذا وقف الحاج خرج من ذنوبه ثم قال أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج قال قال أبو عبد اللّٰه و لا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر و تكتب له الحسنات إلا أن يأتي بكبيرة قال في المنتقى استشكل بعض الأصحاب ما في هذا الحديث من تكرير الخروج من الذنوب و ارتكب في طريق التخليص منه تعسفات بعيدة و التحقيق أن الإشكال مختص بحالة عدم تخلل الذنوب بين الأفعال و الضرورة قاضية بأن تارك الذنب أحق بالثواب من المذنب فإذا امتنع في حق التارك هذا النوع المعين من الثواب استحق نوعا آخر يساويه أو يزيد عليه فمنطوق الحديث يفيد حكم المذنب و يستفاد حكم غيره من المفهوم و لعل وجه الاقتصار في المنطوق ملاحظة الغالب أو كونه أبلغ في الترغيب انتهى كلامه و هو حسن و عن معاوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال الحاج يصدرون على ثلاثة أصناف فصنف يعتقون من النار و صنف يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه و صنف يحفظ في أهله و ماله فذلك أدنى ما يرجع به الحاج و عن معاوية عمار في الصّحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال قال رسول اللّٰه ص الحج و العمرة ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد و قال معاوية بن عمار فقلت له حجة أفضل أو عتق رقبة قال حجة أفضل قلت فثنتين قال فحجة أفضل قال معاوية فلم أزل أزيد و يقول حجة أفضل حتى بلغت ثلاثين رقبة فقال حجة أفضل و عن معاوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال الحاج حملانه و ضمانه على اللّٰه فإذا دخل المسجد الحرام وكل اللّٰه به ملكين يحفظان طوافه و صلاته و سعيه و إذا كان عشية عرفة ضربا على منكبه الأيمن و يقولان يا هذا أما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما يستقبل و عن عمرو بن يزيد قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع يقول حجة أفضل من عتق سبعين رقبة و عن عبد اللّٰه بن سنان في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة و رواه الكليني في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن محمّد بن مسلم في الصحيح عن أحدهما ع قال من في القبور لو أن له حجة واحدة بالدنيا و ما فيها و عن ذريح المحاربي في الصحيح عن أبي عبد اللّٰه ع قال من مضت له خمس حجج و لم يعد إلى ربه و هو موسر إنه لمحروم و عن ابن بنت إلياس يعني الحسن بن علي الوشاء في الحسن عن الرّضا ع قال إن الحج و العمرة ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير الخبث من الحديد و في الصحيح عن سعد الإسكاف نقل الكشي عن حمدويه أنه ناووسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يخط خطوة إلا كتب اللّٰه له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ فإذا استقلت به راحلته لم ترفع خفا و لم تضعه إلا كتب اللّٰه له مثل ذلك حتى يقضي نسكه فإذا قضى نسكه غفر اللّٰه له بقية ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول فإذا مضت أربعة أشهر خلط بالناس و في الصّحيح عن محمّد بن قيس و هو و هو مشترك بين جماعة فيهم غير الثقة قال سمعت أبا جعفر ع و هو يحدث الناس بمكة فقال إن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي ص يسأله فقال له رسول اللّٰه ص إن شئت فقل و إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني عنه فقال أخبرني يا رسول اللّٰه ص فقال جئت تسألني ما لك في حجّك و عمرتك فإن لك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ثم قلت بسم اللّٰه و الحمد للّه ثم مضت راحلتك لم تضع خفا و لم ترفع إلا كتب لك حسنة و محا عنك سيئة فإذا أحرمت و لبيت كان لك بكل تلبية لبيتها عشر حسنات و محا عنك عشر سيئات فإذا طفت بالبيت الحرام أسبوعا كان لك بذلك عند اللّٰه عهد و ذخر يستحيي أن يعذبك بعده أبدا فإذا صليت الركعتين خلف المقام كان لك بهما ألف حجة متقبلة فإذا سعيت بين الصفا و المروة كان لك مثل أجر من حج ماشيا من بلاده و مثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة فإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فإن كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج أو بعدد نجوم السماء أو قطر المطر يغفره اللّٰه لك فإذا رميت الجمار كان لك بكل حصاة عشر حسنات تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا زرت البيت و طفت به أسبوعا و صليت الركعتين خلف المقام ضرب ملك على كتفيك ثم قال لك قد غفر اللّٰه لك ما مضى و مما يستقبل ما بينك و ما بين مائة و عشرين يوما و عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللّٰه ع و هو يقول درهم في الحج أفضل من ألفي ألف فيما سوى ذلك من سبيل و روى الكليني عن معاوية بن عمار بإسنادين أحدهما من الحسنات بإبراهيم بن هاشم قال لما أفاض رسول اللّٰه ص فلقاه أعرابي بالأبطح فقال يا رسول اللّٰه إني خرجت أريد الحج ففاتني و أنا رجل مميل فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ به الحاج قال فالتفت رسول اللّٰه إلى أبي قبيس فقال لو أن أبا قبيس زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت ما بلغ الحاج و عن معاوية بن عمار بإسنادين أحدهما حسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّٰه قال أتى النبي ص رجلان رجل من الأنصار و رجل من ثقيف فقال الثقفي يا رسول اللّٰه حاجتي فقال سبقك أخوك الأنصاري فقال يا رسول اللّٰه إني على ظهر سفر و إني عجلان و قال الأنصاري إني قد أذنت له فقال إن شئت سألتني و إن شئت نبأتك فقال نبئني يا رسول اللّٰه فقال جئت تسألني عن الصلاة و عن الوضوء و عن المسجد فقال