219و ليعرفوا أنفسهم و يضعوا الكبر من رؤوسهم، و يجعل نير الخضوع في أعناقهم و يستشعروا شعار المذلة، و ينزعوا ملابس الفخر و العزة، و هذا من أعظم فوائد الحج، مضافا إلى ما فيه من التذكر بالإحرام و الوقوف في المشاعر العظام لأحوال المحشر و أهوال يوم القيامة، إذ الحج هو المحشر الأصغر، و إحرام الناس و تلبيتهم و حشرهم إلى المواقف و وقوفهم بها ولهين متضرعين راجين إلى الفلاح أو الخيبة و الشقاء أشبه شيء بخروج الناس من أجداثهم و توشحهم بأكفانهم و استغاثتهم من ذنوبهم و حشرهم إلى صعيد واحد إما إلى نعيم أو عذاب أليم، بل حركات الحاج في طوافهم و سعيهم و رجوعهم و دعوتهم يشبه أطوار الخائف الوجل المضطرب المدهوش الطالب ملجأ و مفزعا نحو أهل المحشر في أحوالهم و أطوارهم، و إلى ما فيه من اختبار العباد و طاعتهم و انقيادهم إلى أوامره و نواهيه، كما شرحه أمير المؤمنين (عليه السلام) في المروي 1عنه في نهج البلاغة.
[في أركان الحج]
و
كيف كان ف هو يعتمد على ثلاثة أركان:
[الركن الأول في المقدمات]
الركن الأول في المقدمات و هي أربع:
[المقدمة الأولى]
[في تعريف الحج]
المقدمة الأولى الحج
بفتح الحاء المهملة و قد تكسر و إن كان في اللغة هو القصد أو كثرته إلى من يراد تعظيمه، و الكف و القدوم و الغلبة بالحجة و كثرة الاختلاف و التردد فقد صار في الشرع على وجه الحقيقة بناء على ثبوتها فيه أو المجاز فيه