34وأكّد هذا المبدأ مرة أخرى، حيث قال: ( كلّ شيء مردود الى الكتاب والسُنّة، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف) 1.
وأوضح الإمام الصادق عليه السلام عن مصدر الأحكام والفتاوى التي يلقيها أئمة أهل البيت عليهم السلام في دروسهم وإجاباتهم وبياناتهم للاُمّة، فقال: ( لا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنّا إن تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السُنّة، إنّا عن الله وعن رسوله نُحدّث) 2.
وأجاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام سابع أئمة أهل البيت أحد أصحابه عن مصدر الأحكام والفتاوى التي تصدر عنهم، فقال حين سأله سُماعة: أكلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه صلّى الله عليه وآله أو تقولون فيه؟ قال : ( بل كلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه صلّى الله عليه وآله) 3.
وعلى هذا المسار سار أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ومن سار على نهجهم العلمي، واتجاههم الفكري، وواصلوا جهودهم العلميّة، وكفاحهم الفكري والسياسي، للحِفاظ على كتاب الله وسُنّة نبيّه الكريم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبقي باب الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه، ومدرستهم مستقلّة عن سياسة السلطة، وآراء الحكّام.
كما استمرت هذه المدرسة الإسلاميّة تنمو وتتطوّر على يد أئمّة أهل البيت عليهم السلام واحداً بعد واحد، فكان ازدهارها في أواخر حكم الأمويين وأول حكم العباسيين، بزعامة الإمام الصادق جعفر بن محمد، حيث كان عليه السلام عالماً بفقه المدينة، ومرتبطاً بآثارها، كما كان عالماً بالفقه العراقي ومناهجه، بل كان عالماً بشتى أنواع