33ظهورها، ونشوء المدارس الفقهيه، وجذورها التاريخية والعَقَدية، وتميزها عن غيرها.
لقد أوضح القرآن الكريم للناس جميعاً، أنّ كتاب الله وسُنّة نبيّه الكريم هما مصدرا التشريع والأحكام، بقوله تعالى : ثُمَّ جَعَلْنٰاكَ عَلىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهٰا وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَ الَّذِينَ لاٰ يَعْلَمُونَ 1.
وبقوله تعالى : مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 2.
وقد أوضح الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام خامس أئمة أهل البيت هذا المنهج بقوله : ( إنّ الله تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الاُمة إلّا أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجعل لكلّ شيء حداً، وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه، وجعل على من تعدّى ذلك الحدّ حدّاً ) 3. قال تعالى في محكم كتابه: تِلْكَ حُدُودُ اللّٰهِ فَلاٰ تَعْتَدُوهٰا وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّٰهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الظّٰالِمُونَ 4.
وفي حديث رواه الشيخ الكليني بسنده عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد ، حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا انزل في القرآن ؟ إلّا وقد أنزله الله فيه ) 5.
ولكي يؤكد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام سادس أئمة أهل البيت هذه الحقيقه لدى أصحابه وتلامذته، ويُثبتها خطاً فكرياً وتشريعياً، قال راوياً عن جدّه أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال : ( إنّ على كلّ حقّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه) 6.