25الله عليه وآله وسلّم إلى الاجتهاد في النوازل، فكانوا يقيسون بعض الأحكام على بعض، ويعتبرون النظير بنظيره) 1.
ومن الواضح أنّ الصحابة لم يكونو كلّهم أهل فُتيا، ولا في العلم والفهم ومعرفة الحديث على حدّ سواء، فمنهم من لازم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مدة طويلة، فحمل منه القرآن، وعرف مُحكم آياته ومُتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وكذا سائر دلالاته، ومنهم من لم يظفر إلّا بالنزر القليل من ذلك، كما كان منهم العامي الذي لم يعرف الفقه ولا الرواية، وإذا نزلت بأحدهم نازلة سألوا فيها ؛ لذا وقع الاختلاف عند أرباب العلم في حدّ الصحابي على ستة أقوال :
منها : الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وطالت صحبته، وكثرت مجالسته له ، وأخذ عنه مومناً به، ومات على ذلك 2.
وقال هاشم معروف الحسني : ( إنّ التشيع لم يكن بأقل نصيباً من غيره في التشريع بعد وفاة الرسول ، بل إذا أضفنا جهود الامام عليّ عليه السلام في هذه الناحية إلى ما قام به الصحابة من الشيعة ، في نشر الاحكام وبيان الحلال والحرام، لجاز لنا أن نعتبر التشيع أقوى دعامة قام عليها التشريع في عصر الصحابة) 3.
وقال عبد الرحمن بدوي في تصديره لكتاب شخصيات قلقة في الإسلام: (فللشيعة أكبر الفضل في إغناء المضمون الروحي للإسلام، وإشاعة الحياة الخصبة القوية العنيفة التي وهبت لهذا الدين البقاء قوياً غنياً قادراً على إشباع النوازع الروحية للنفوس حتى أشدها تمرداً وقلقاً، ولولا هذا لتحجّر في قوالب جامدة، ليت شعري ماذا كان سيؤول