30 اسمه: (أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ) 1، أم في الفعل والتدبير، كما في قوله سبحانه: (فَلَمّٰا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللّٰهَ رَبَّهُمٰا لَئِنْ آتَيْتَنٰا صٰالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّٰاكِرِينَ* فَلَمّٰا آتٰاهُمٰا صٰالِحاً جَعَلاٰ لَهُ شُرَكٰاءَ فِيمٰا آتٰاهُمٰا فَتَعٰالَى اللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ) 2.
فالشرك لا ينحصر بعبادة الأوثان مثلاً، بل إنّ طاعة كلّ أحد واتّباعه اتّباعاً غير مرضيّ لله سبحانه هو من الشرك، كما قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبٰارَهُمْ وَ رُهْبٰانَهُمْ أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ) 3، وغير خفيٍّ أنّ اليهود والنصارى لم يعبدوا أحبارهم ورهبانهم، إلّا أنّهم أطاعوهم واتّبعوهم في ما لا يُرضي الله تعالى.
ولولا إغراءات الشيطان وهوى النفس والجهل وأمثالها، لما أقدم الإنسان على معصية ربّه في ما أمره به أو نهاه عنه، ولما أطاع الشيطان في ما زيّنه وسوّله له، والطاعة عبادة كما تقدّم.
ومن ثمّ فالمعصية مرتبةٌ من مراتب الشرك، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: (وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلاّٰ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ) 4، فإنّ حقيقة الإيمان بالله هي تعلّق القلب به بالخضوع التامّ، وحقيقة الشرك تعلّقه بغيره تعالى ممّن لا يملك لنفسه ضرّاً ولانفعاً، وحيث كان لكلّ واحد من الإيمان والشرك مراتب