29
وعظه به... يا بني خف الله خوفاً لو أتيت القيامة ببرِّ الثقلين خفت أنْ يعذبك، وارج الله رجاءً لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أنْ يغفر لك، فقال له ابنه: يا أبت وكيف أطيق هذا وإنّما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان: يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نورين، نوراً للخوف ونوراً للرجاء، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرةٍ، فمن يؤمن بالله يصدّق ما قال الله ومن يصدّق ما قال الله يفعل ما أمر الله، ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدّق ما قال الله، فإنّ هذه الأخلاق تشهد بعضها لبعض؛ فمن يؤمن بالله إيماناً صادقاً يعمل لله خالصاً ناصحاً، ومن عمل لله خالصاً ناصحاً فقد آمن بالله صادقاً، ومن أطاع الله خافه ومن خافه فقد أحبّه ومن أحبّه اتّبع أمره ومن اتّبع أمره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتّبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله من سخط الله» 1.
ج- المعصية مرتبة من الشرك
إنّ جميع المعاصي تعود إلى الشرك؛ لأنّه إشراك غير الله سبحانه في ما هو له، سواء في الطاعة والمتابعة، كما قال تعالى: (أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰا بَنِي آدَمَ أَنْ لاٰ تَعْبُدُوا الشَّيْطٰانَ) 2، وقال عزّ