28كما أشرنا، ومن ثمّ فقد تتفاوت نسبه بتفاوت ما يتعلّق به، فكلّما تعلّق بعظيم اشتدّ أكثر، حتّى يكون الشرك بالله تعالى أعظم مراتب الظلم، كما قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) 1.
ب- الشرك ظلم عظيم
قال تعالى: (لاٰ تُشْرِكْ بِاللّٰهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) 2؛ إنّ عظمة كل عمل تكون بعظمة أثره، وعظمة المعصية تكون بعظمة المعصي، فإنّ مؤاخذة العظيم عظيمة، فأعظم المعاصي معصية الله تعالى؛ لعظمته وكبريائه، فهما فوق كل عظمة وكبرياء، لأنّ الله تعالى لا شريك له، وأعظم معاصيه معصيته في أنّه الله تعالى لا شريك له، واطلاق عظمته في قوله: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) من غير تقييد بقياسه إلى سائر المعاصي، يدل على أنّ له من العظمة ما لا يقدر بقدر 3.
وقد أُشير إلى هذا المعنى في الأحاديث المروية عن أئمة أهلالبيت عليهم السلام ، فعن حماد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (وَ إِذْ قٰالَ لُقْمٰانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يٰا بُنَيَّ لاٰ تُشْرِكْ بِاللّٰهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ، قال
:«فوعظ لقمان لابنه بآثار حتى تفطر وانشق وكان فيما