26فالمقدّم مثله، فتمتنع الرؤية.
ومنها: أنّ الرؤية لا تتحقّق إلاّ بانعكاس الشعاع وخروجه من المرئي، إذن فهي تستحيل على الله سبحانه، لأنّه ليس بجسم ذي أبعاد، ولا معرّضاً للأحكام والعوارض الجسمانية ولا يتولّد منه سبحانه شيء.
ومنها: لو كان الله يُرى، فإنّ الرؤية إمّا أن تقع عليه كلّه أو تقع على بعضه، والأوّل يوجب تحديده وتناهيه، وهذا محال عقلاً ونقلاً وإجماعاً، كما يلزم منه أيضاً خلوّ سائر الأمكنة منه، والثاني فاسدٌ بالضرورة للزوم التركيب وانقلاب الواجب إلى ممكنٍ فقيرٍ محتاجٍ.
ومنها: أنّ كلّ مرئيّ فهو مشار إليه بالضرورة، والواجب سبحانه قديم ليس بمشار إليه عقلاً، وإلاّ لزم تحيّزه.
والحاصل: الله تعالى مجرّد منزّه عن الجسمية وعن الجهويّة والتحيّز، وذاته بسيطة مطلقة لا متناهية ولا مركّبة، وهذا كلّه يتعارض مع الرؤية البصرية التي تستلزم جسمية المرئي وعدم تجرّده وجهويته وتناهيه وانطوائه على التركيب.
ثانياً: الآيات الكريمة
استدل على امتناع الرؤية وعدم إمكانها بآيات كثيرة من القرآن الكريم، لكن المقام لا يسع إيرادها بالكامل، ومن هنا سنكتفي بالإشارة لجملة منها: